100

التوسل أنواعه وأحكامه

التوسل أنواعه وأحكامه

Araştırmacı

محمد عيد العباسي

Yayıncı

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ

Yayın Yılı

٢٠٠١ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرًا١، ضعفه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني، وغيرهم. وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل، وإسناد الموقوف، فاستحق الترك. وأما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وأمثاله فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث، وقالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث. ولهذا كان أهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم. قلت: وقد أورد الحاكم نفسه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في كتابه "الضعفاء" كما سماه العلامة ابن عبد الهادي، وقال في آخره: فهؤلاء الذين قدمت ذكرهم قد ظهر عندي جرحهم، لأن الجرح لا يثبت إلا ببينة، فهم الذين أبين جرحهم لمن طالبني به، فإن الجرح لا أستحله تقليدًا، والذي أختاره لطالب هذا الشأن أن لا يكتب حديث واحد من هؤلاء الذين سميتهم، فالراوي لحديثهم داخل في قوله ﷺ: "من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبَيْن" ٢. قلت: فمن تأمل في كلام الحاكم هذا والذي قبله يتبن له بوضوح

١ هذا نص من شيخ الإسلام على أن كلمة "يغلط كثيرا" صيغة جرح لاتعديل ولا يخفى أنه لافرق بينهما وبين كلمة "يخطيء كثيرا" التي وصف الحافظ بها عطية العوفي كما سبق. ٢ أخرجه مسلم "١/٧" وابن حبان في صحيحه "١/٢٧" من حديث سمرة بن جندب ومسلم من حديث المغيرة بن شعبة وقال: "هو حديث مشهور".

1 / 106