Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

Salih Fawzan d. 1450 AH
76

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Yayıncı

مؤسسة الرسالة

Baskı Numarası

الطبعة الثالثة

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Türler

الصلاة، والصيام، والحج، وأركان الإسلام، كل واحد مطالب بأن يعرفها. ومنه ما يعرفه العلماء، خاصة كالمحكم، والمتشابه، والمطلق، والمقيد، والناسخ والمنسوخ، والعام والخاص، هذه الأنواع إنما يعرفها العلماء الذين درسوا علوم الشريعة. والنوع الرابع: ما لا يعلمه إلاَّ الله، وهو حقائق ما ذكره الله في القرآن من الجنة والنار، وكيفية صفات الرب ﷾، فنحن نعرف معانيها، لكن كيفيَّتها لا يعلمها إلاَّ هو ﷾؛ سمعه، وبصره، وعلمه ووجهه، ويده ﷾، لا يعلم كيفيّتها إلاَّ الله، ونزوله إلى السماء الدنيا، واستواؤه على العرش، كيفيتها لا يعلمها إلاَّ الله ﷾، لكن المعاني اللغوية نعرفها ونفهمها. فمعنى قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨)﴾ أي: يصدقون بهذا القرآن ويتدبّرونه، ويشتغلون به، ويعتنون به، ويعملون بما فيه، ما أمرهم به فعلوه، وما نهاهم عنه تركوه، وما أخبرهم به صدّقوه وآمنوا به، وما اشتبه عليهم ردُّوا علمه إلى الله ﷾: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾، هذه طريقة المؤمنين مع القرآن، بخلاف المنحرفين فإنهم لهم مع القرآن مواقف سيّئة، فمنهم الذين قالوا إن القرآن مخلوق، والذين قالوا إن القرآن: له ظاهر وله باطن، وهم الباطنية هؤلاء لا يؤمنون بآيات الله ﷿. والذين قالوا إن ظاهر القرآن غير مراد لأنه يوهم التشبيه والتجسيم فيما يخبر عن الله ﷿. الصفة الثالثة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩)﴾ هذا هو تحقيق التّوحيد، لا يشركون أبدًا، شركًا أصغر ولا شركًا أكبر، يعني: لا يقع منهم شرك أبدًا، هؤلاء الذين حقّقوا التّوحيد، وسلموا من الشرك الأكبر والأصغر والخفي والجلي، وكل أنواع الشرك والبدع والمخالفات. الصفة الرابعة: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا﴾ من الطاعات، ﴿وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ يعني: خائفة ﴿أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ نفى عنهم الإعجاب بأعمالهم، فهم يعملون الأعمال الجليلة، ويخافون من الله أن يردّها عليهم. فهم يخافون أن تردّ عليهم أعمالهم بخلل وقع فيها، لأن الإنسان ليس معصومًا، فهم جمعوا بين الطاعة والخوف، أما أهل التفريط فجمعوا بين الكسل والأمن من مكر الله ﷿.

1 / 80