143

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Yayıncı

مؤسسة الرسالة

Baskı Numarası

الطبعة الثالثة

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Türler

وعن ابن مسعود ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الرُّقى والتّمائم والتِّوَلَة شرك" رواه أحمد وأبو داود. ــ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ . قال: "وعن ابن مسعود" هو: عبد الله بن مسعود بن غافل الهُذلي الصحابي الجليل، من أئمة العلم المعروفين في الصحابة، ومن أشهر القرّاء لكتاب الله ﷿، وهو الذي أُعجب النبي ﷺ بقراءته، وقال: "من أراد أن يسمع القرآن غضًّا طريًّا كما أنزل؛ فليسمع إلى قراءة ابن أم عبد"، وقد أمره النبي ﷺ أن يقرأ عليه، فقال: يا رسول الله كيف أقرأ عليك وعليك أُنزل؟، قال ﷺ: "إني أحب أن أسمعه من غيري"، قال عبد الله: فقرأت عليه من أول سورة النساء حتى بلغت قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا (٤١)﴾ قال النبي ﷺ: "حسبك"، قال: فالتفت إليه ﷺ فإذا عيناه تذرفان. والشاهد من هذا: فضيلة عبد الله بن مسعود ﵁. وكان من أَوْعِيَة العلم، وكان له رواية عن النبي ﷺ كثيرة، وكان مُفتيًا من مشاهير المُفتين من الصحابة، وكان يقال له: صاحب السِّواد، لأنه كان يحمل نعليّ الرسول ﷺ. وفضائله كثيرة ﵁، وكان من السابقين الأولين. وفي بعض الأسفار: أنه صعد شجرة وكان نحيلًا، فنظر الصحابة إلى ساقيه دقيقتين؛ فضحكوا، فقال الرسول ﷺ: "تضحكون من دقّة ساقيه؟!، لهما في الميزان أثقل من جبل أحد". سبب ذكر عبد الله بن مسعود لهذا الحديث: أنه رأى على امرأته زينب ﵂ خيطًا في عنقها، وقال: لأنتم يا آل عبد الله أغنياء عن الشرك، قالت: إن عيني كانت تَطْرف، فأذهب إلى فلان اليهودي فيرقاها فتكف، قال ﵁: إنما ذلك شيطان يَنْخَسُها بكفه، فإذا رُقي كفّ، ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الرُّقى والتّمائم والتوَلَة شرك".

1 / 147