Sarayların Sırları: Siyasi, Tarihi, Aşk, Edebi
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
Türler
فكانت والدته تقول: الساعة ساعة الحزم والثبات، فلا يسوغ الإصغاء إلى مطالب هؤلاء المجانين؛ لأنك إن أظهرت الضعف سقطت من عيون شعبك وهلكت ...
والسلطان يجيبهما بصوت أنيس: ولكن يقولون إن عنادي سيكون سببا لهلاكي. فقالت له السلطانة مهرى معترضة: ولكن هذا قول الأعداء، وهل يعمل أحد برأي عدوه أو بقوله؟
فقالت له والدته: ألا تعلم أن محمود باشا هو أخلص الناس إليك، فإذا عزلته فعلى من تتكل من بعده ...؟ فأجاب السلطان: ولكني لا أعرض بنفسي للهلاك من أجل وزيري، فكثيرا ما يضطر الملوك التظاهر بغير ما يريدون اتباعا لرغائب شعبهم ...
ثم دخل خصي وقال: مولاي حسن بك بانتظار الجواب، فأجابه السلطان: قل له أن يجيبهم أن الفرمان سيتبعهم إلى الباب العالي قبل مضي ساعة من الزمن.
وهكذا أراد السلطان عبد العزيز أن يقوم بما وعد به، فأنفذ أحد حجابه إلى الوزراء يبشرهم بتعيين محمد رشدي باشا صدرا أعظم، وتعيين خير الله أفندي الشيخ المشهور بحرية أفكاره شيخا للإسلام. فقابل الجمهور هذه البشرى بمزيد الفرح والسرور والتهليل العظيم، وملئوا أحياء الأستانة هتافا «بادشاه جوق بشا».
وقام الصدر الجديد إلى طلمه بغجه مسرعا يحف به السفطاء من كل جانب؛ ليرفع واجب شكره وامتنانه إلى السلطان، فقابله ببردوة فأدرك الصدر حالا أن السلطان كان مضطرا إلى تعيينه غير مختار. وقد أبى السلطان أيضا أن يطل من شرفة القصر لاستقبال تهليل الشعب له، وهكذا عاد الصدر وانقلب السفطاء غاضبين حانقين.
وقد وهم السلطان عبد العزيز أنه قد أرضى الأمة بعزله الصدر الأعظم، وأن ذلك يعفيه من إجراء الإصلاحات؛ فأبقى جميع الذين كانوا صنيعة محمود باشا في الوظائف بنوع أن حزبه بقي مستلما شئون الدولة كعادته، وهذا هو الحزب الذي كان يحاول رجال تركيا الفتاة إبادته فوجدوه ثابت الأركان ... وكان السلطان يوالي طلب الدراهم من الصدر الأعظم، وكانت الخزينة فارغة تماما والوزارة حائرة كيف تدفع للجنود ما تأخر لهم من رواتبهم القديمة بقطع النظر عن الجديدة؛ ولذا تعذر على الصدر إجابة طلب السلطان بالمال للاحتفال بتزويج إحدى شقيقاته ومشترى الأحجار الكريمة لها، وبلغ كدر السلطان من الصدر حده؛ لأن تلك كانت المرة الأولى التي تجاسر فيها صدر أن يرد طلب السلطان، فاستدعاه إليه ووبخه على ذلك بقارص الكلام، فعاد الصدر إلى مجلس الوزراء وأبلغهم ما جرى له، وأنه عازم على الاستقالة؛ فقام الوزراء لذلك وقعدوا، والتمسوا منه البقاء خوفا من إثارة حرب أهلية تغتنمها روسيا فرصة لامتلاك البلاد، وقرروا أن ينفذوا من قبلهم ثلاثة من الوزراء الجريئين؛ لأجل إقناع السلطان بالعدول عن إسرافه وبذخه، وإجراء الإصلاحات.
فسار في صباح 20 أيار كل من الصدر محمد رشدي باشا وحسين عوني باشا ورديف باشا، واستأذنوا السلطان بالدخول، وكان في ذلك النهار معكر المزاج لم تذق عيناه طعم الكرى، وكان قد تواتر على مهرى ظهور الأشباح والخيالات الهائلة، فوجدوا السلطان مستلقيا على كرسي وبيده سبحة من عنبر وعلى وجهه أمارات التعب والاكتئاب، فانحنوا إلى الأرض مسلمين، فلم يتنازل إلى تحريك شفتيه لرد السلام، فقدم لهم الخصيان كراسي، وجلسوا بكل خضوع منكسي الرءوس، وبقوا صامتين حتى وجه السلطان إليهم الخطاب، فالتفت إلى وزير الحرب شذرا وقال: ما أخبار الحرب؟
فأجاب الوزير: مولاي لقد أظهرت جنود جلالتك بسالة غريبة، ولكن يظهر أن الهرسك أمنع من عقاب الجو ... فالثائرون يقاتلون من وراء الصخور وقنن الجبال ومنعطفات الطرق، فلا يلتقون بجنودنا المظفرة حتى يفروا من أمامهم.
فقال السلطان: كلاب ... - نعم، ويجب إبادتهم عن آخرهم واستئصال شأفتهم، فإنهم هم سبب جميع مصائبنا .
Bilinmeyen sayfa