Sarayların Sırları: Siyasi, Tarihi, Aşk, Edebi
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
Türler
هذه يا مولاي قحة منهم لم يسبقهم إليها أحد، فقد دفعهم الجنون حتى إلى التطاول على أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين ... أما أنا فكنت أحرق الإرم غيظا، ولكنني كنت عاجزا عن الدفاع والانتقام من أولئك الخطباء الفجار، وكان يزداد غيظي خصوصا لما كنت أرى السامعين يقابلونهم بمزيد الاستحسان، وقد انتهت تلك الجلسة التي تمكنت فيها من معرفة جميع أعداء جلالتك، وهم ليسوا بقلائل، وقد استلفت نظري خصوصا واحد امتاز عن الجميع بحدة لهجته وشدة عداوته. فقال الصدر: وما اسمه؟ فتردد حسن في الجواب، ثم قال: لا يمكنني إباحة اسمه الآن، ولكن إذا قبضت على المؤتمرين كان هو في طليعتهم.
وكان السلطان غائصا في بحار التأملات، فلم يفهم سؤال الصدر ولا جواب حسن، فلما صمت حسن بك انتبه السلطان فقال: وهل هذا كل ما رأيت؟ فأجاب: نعم، ثم بعد أن فرغ الجميع من الكلام، فتحت الأبواب، فخرجت مسرعا، وفكرت أولا في الذهاب إلى نظارة الشرطة، ولكني عدت فعدلت، وقلت الأولى أن أعرض المسألة على مسامع جلالتك رأسا.
فالتفت السلطان إلى الصدر، وقال له ساخرا: أرأيت هذا الأمن العظيم؟ ها هم يتجاسرون على ذمي وثلبي في قلب بلادي وداخل عاصمتي، فكيف يفعلون في الخارج؟ فحار الصدر في الجواب وتلجلج لسانه رعبا، ثم قال: مولاي أخذت على نفسي مسئولية ما يحدث في المملكة، وتعهدت لجلالتك بدفع كل شر تخشاه من أعدائك ما دمت في الصدارة العظمى، وعليه أتعهد لجلالتك الآن أنه لا يأتي الغد إلا وقد تشتت أولئك الشبان في أقاصي البلاد؛ فإني أرى في ثورة الهرسك حجة سديدة لإبعادهم، فسأنظم من هؤلاء الأحرار جيشا، وأدفعهم إلى ساحة الحرب، حيث يتجرعون كأس حتفهم لا محالة فدية عن وطنهم، وهكذا نتخلص من شرهم. فوافق السلطان على هذا الرأي، فقال حسن بك: يا مولاي إذا أمهل الانتقام أخطأ الغرض. فأجاب الصدر: دم الشباب يغلي في صدر حسن بك، وهو يجهل ولا شك المثل العربي القائل: من تأنى نال ما تمنى. فقال السلطان: اليوم خمر وغدا أمر. ثم أمر بترقية حسن بك إلى رتبة ياور أول لكبير أنجاله يوسف عز الدين أفندي، وأنعم عليه بالوسام المجيدي جزاء اجتهاده، ثم فكر قليلا وهز رأسه قائلا: بدأت مخاوف مهرى تتحقق. وقلق السلطان جدا لما شاهد أحد ياوري وزير الحرب قادما بسرعة نحو السراي، كأنه ناقل خبرا خطيرا، وقبل أن يستأذن الياور بالدخول أمر هو بذلك فدخل للحال، ولما عرفه حسن بك أنه صلاح الدين انتفض لمرآه، واحتجب وراء الستار كي لا يقع نظره عليه، وقال في نفسه: لا بد من خبر شؤم وإلا لما نقله صلاح الدين بك. فقال السلطان: ما وراءك ...؟ فانحنى صلاح الدين إلى الأرض تعظيما، وقال: لدي هذه الرسالة البرقية من درويش باشا. ثم قدمها للصدر وهذا رفعها إلى السلطان، فلم يقع نظره عليها حتى تقطب حاجباه وأكمد وجهه، وبقي صلاح الدين رابط الجأش تقدح عيناه شررا حقدا وانتقاما، ثم أشار إليه السلطان بالانصراف، فقفل راجعا حتى غاب عن الأنظار، فتقدم حسن حينئذ وتلا الرسالة، وإذا هي من قومندان الجيش من ساحة الحرب، وهذه صورتها:
موستار 15 أفريل 76 (محرمانه خصوصى)
احتاطت بي جيوش الثورة، فاضطررت أن أعود القهقرى بعد أن خسرت ستمائة جندي وثمانية مدافع ، أما خسارة الأعداء فقليلة، عجلوا بإمدادي بالمال والزاد ...
درويش
فصاح الصدر فرحا: إن درويش باشا يطلب نجدة فحبا وكرامة، وسأنفذ له غدا نخبة رجال تركيا الفتاة؛ لأرى هل يحسنون عقد المؤامرات ... ونشرت الجرائد المحلية هذه الرسالة، وعلقت على جدران المدينة بعد أن حورت قليلا كما سيرى القارئ، فصارت هكذا:
موستار في 15 أفريل
دحرت الثوار فعادوا بالفشل بعد خسائر جسيمة، واستشهد من رجالنا ستة بعد أن غنمنا زادا وافرا وذخيرة كثيرة.
درويش
Bilinmeyen sayfa