القيامة، الأجر والغنيمة» (١). وأورد كذلك قوله ﵊:
«من نقّى لفرسه شعيرا ثم جاءه حتى يعلفه، كتب الله له بكل شعيرة حسنة» (٢) وقوله أيضا «البركة في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار» (٣).
كما شجع ﵊ على زيادتها بجزيل الثواب لكل من يسهم في هذا السبيل، من ذلك قوله «من أطرق فرسا فعقب له، كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في سبيل الله تعالى، وإن لم يعقب كان كأجر فرس حمل عليها في سبيل الله» (٤) وفي عيون الأخبار لابن قتيبة «أن النبي ﷺ قال: عليكم بإناث الخيل، فإن ظهورها حرز، وبطونها كنز» (٥).
كما أن الثواب ملازم للفرس أينما حلت، من ذلك قوله ﵊ «إن الشيطان لا يقرب صاحب فرس عتيق، ولا دارا فيها فرس عتيق» (٦) حتى جعل ما ينفقه الرجل على الفرس غنما لا خسران فيه، فروي عن الرسول (ص) قوله: «إن المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة لا يقبضها» (٧) حتى إنه رفع منزلة الفرس إلى درجة العقلاء حين قال «ما من فرس عربي إلا يؤذن له كل يوم بدعوتين، يقول: اللهم كما خولتني من خولتني، فاجعلني من أحب ما له إليه» (٨).
ولم يكن كل هذا التكريم للفرس في الإسلام إلا ليكون وسيلة المؤمنين للجهاد وإعلاء كلمة الله في العالمين، فقد رسم لصاحبه طريق
_________
(١) شرح السنة للبغوي ١٠/ ٣٨٦ برقم ٢٦٤٥ وانظر مجمع الزوائد للهيثمي ٥/ ٢٥٨.
(٢) الدميري ٢/ ١٥٦.
(٣) السابق ٢/ ١٥٩.
(٤) السابق ٢/ ١٥٧.
(٥) عيون الأخبار ٢/ ١٥٣.
(٦) حياة الحيوان ٢/ ١٥٣.
(٧) الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ٢/ ٢٦٢ برقم ١١ و١٣.
(٨) السابق ٢/ ٢٦٤ برقم ٢٠.
1 / 22