فأخذت فدوى تثب في أرض الغرفة كأنها أصيبت بجنة وهي تقول: حبيبي شفيق؛ سندي؛ فلذة كبدي. هل أنت حي بعد؟ قل يا بخيت، قل عن الأبيض - بيض الله وجهك، ونصرك على عدوك.
قال بخيت قارعا صدره: آمين، إن شاء الله، وأمسك فدوى بيدها وأجلسها، وقد اغرورقت عيناه بالدموع لما رأى من تلهف سيدته وقال: اجلسي يا سيدتي فأحدثك. فجلست وقص عليها الحكاية كما هي.
فلما استوعبتها وتأملتها جيدا قالت: ما رأيك يا بخيت؟
قال: الرأي أولا أن أقتل هذا الخائن، ثم أقول لك ماذا أفعل.
فقالت: اقتله. لا بارك الله فيه، ولكن ... وسكتت برهة.
فقال بخيت: لكن إيه ... إنه مستوجب القتل حرقا، فلا در دره من خائن غادر.
فقالت: لا يا بخيت، لا تقتله. إن شفيقا أوصى ألا نقتله، فهل نخالف الوصية؟
فوثب بخيت عن الأرض وحملق بعينه وقال: كيف لا نقتله وقد فرح بمقتل شفيق؟
قالت: لا لم يفرح، وإنما ...
قال: كيف لم يفرح وقد كتب إليك يوم سمع بمذبحة هيكس باشا يقول في جملة قوله:
Bilinmeyen sayfa