En Meşhur Hutbeler ve Hutbe Verenler
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Türler
فشروط الصلح التي نقبلها هي كما قال مستر بونارلو: «رد المسلوب والتعويض والضمان بألا يحدث ما حدث من ألمانيا.»
ولكن لكيلا تتسرب الأغلاط - ومن المهم ألا تتسرب الأغلاط في مسألة موت ملايين وحياتهم - يجب أن أقول إن ما نطلبه هو رد المسلوب بأجمعه، والتعويض التام، والضمانات الناجعة، فهل نطق وزير ألمانيا بكلمة تدل على أنه يقبل هذه الشروط؟ فهل ألمع إلماعا إلى رد المسلوب؟ وهل اقترح شيئا بشأن التعويضات؟ وهل قال شيئا يدل على ضمان المستقبل من أن تحدث فيه مثل هذه الحرب الفظيعة تفاجئ بها ألمانيا الأمم عندما تجد أن الفرصة سانحة؟ كلا، فإن مادة خطبته وأسلوبها ينكران القواعد التي لا يمكن لصلح ما أن يقام على غيرها، فهو لا يعرف للآن ولا يشعر أن ألمانيا قد جنت على حقوق الأمم الحرة، فأصغوا إلى قوله هذا: «إن دولتي الوسط لم تحيدا عن الاعتقاد لحظة واحدة بأن احترام حقوق الأمم الحرة لا يتناقض ومصالحهما الشرعية وحقوقهما»، فمتى عرفتا احترام حقوق الأمم الأخرى عندما دخلت جيوشهما في بلجيكا؟ لقد قيل إن ذلك كان دفاعا عن النفس، فلعل الألمان قد رأوا أنفسهم مهددين بخطر غزو الجيوش البلجيكية الجرارة لبلادهم فغزوا هم بلجيكا وأحرقوا بلدانها وقراها وذبحوا الآلاف من سكانها كبارا وصغارا، واسترقوا بعد ذلك من بقي من الأحياء، فما هو الضمان لكيلا تعاد مثل هذه الأفاعيل حتى إذا تعاقدنا في صلح علمنا أن هذا الصلح قد ختم روح الحرب البروسية؟ وهل نحن نستطيع إذا لم نحاسبهم على ما جنوه من الفظائع في البر والبحر أن نصافح اليد التي ارتكبت هذه الآثام دون أن يدفع التعويض عنها؟ إن علينا أن نطالب بالتعويض وقد شرعنا في ذلك. إننا تكلفنا كثيرا في هذه الحرب فنحن مضطرون إلى الحصول على التعويض حتى لا نترك لأولادنا هذا الميراث السيئ.
وإذا كنت في هذه الحرب لم أكترث للدعوة الحزبية فذلك لأني قد تحققت منذ اللحظة التي هدرت فيها المدافع، وصبت الموت على بلاد صغيرة وديعة، أن الألمان قد تحدوا الحضارة وقد أوقفونا حيال مسألة تعدو الاعتبارات الحزبية، وهي مسألة يتوقف على تسويتها حظ الناس في المستقبل عندما تتساقط الأحزاب الراهنة كالأوراق الجافة الميتة. فهذه إذن هي المسألة التي يجب أن تبقى ماثلة أمام الأمة وذلك لكيلا تعتري الشكوك عقائدنا ولا التردد قضيتنا. وفي كل حرب طويلة يجيء وقت ينسى فيه الناس وهم في وغرة القتال وحدة الشهوات ذلك القصد السامي الذي أدخلوا الحرب من أجله . فإن هذه الحرب نزاع لإحقاق الحقوق الأممية والشرف وحسن النية بين الدول. وهذه هي الطريق التي تؤدينا نحو السلام على الأرض والإرادة الحسنى بين الناس، فقد هدمت الأسوار التي كد في بنائها أجيال من الناس لكي يصدوا بها تيار الهمجية. ولو لم تدخل بريطانيا بقوتها إلى هذه الثغرة التي انفتحت في أوروبا لغمر هذه القارة فيضان من التوحش والجبروت المطلق.
إن انتصار بروسيا يدع الإنسان في حمأة من الفظائع ويقضي على روح الإنصاف بين الأمم وعلى نمو هذا الشعور الذي يقضي بحماية الضعيف من القوي كما يقضي أيضا على هذا الشعور الأقوى بأن للعدالة شيئا ينصرها أسمى من الشره وأن انتهاك حرمة المعاملة الحسنة بين الأمم الكبيرة أو الصغيرة يجلب على المنتهك العقاب العاجل الصارم، وهذا هو السبب في أنني منذ بداية هذه الحرب لم أضع نصب عيني سوى قصد سياسي واحد قد جاهدت في سبيله؛ وهو تخليص النوع البشري من أعظم نكبة نزلت به توشك أن تقضي على سعادته.
Bilinmeyen sayfa