En Meşhur Hutbeler ve Hutbe Verenler
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Türler
وليس هذا كل الفوائد التي سنجنيها من هذا المعرض، فإن فيه فرصة قد أتيحت لنا لكي نفتتح بيننا عصرا جديدا للتقدم الصناعي. لقد بدأنا حياتنا في عهدنا الجديد ونحن مغمورون بالجهل والغرارة لم نكسب علما ولا تجربة، فلم يكن غريبا أن نبدأ من القمة لا من القاعدة، فصرنا نطمع في الحصول على مقعد في البرلمان أو في مجلس الولاية التي نعيش في كنفها ونؤثر هذا على شراء العقار أو على تحصيل الفنون الصناعية، فكانت السياسة والخطابة تغوينا فننزع إليها ونهمل الزراعة أو صنع الألبان.
لقد حدث مرة أن إحدى السفن الضالة في عرض البحار لمحت سفينة أخرى موالية قد ارتفعت لها على ثبج الأمواج، فأرسلت إليها إشارة عن صاريها تقول: «الماء، الماء، نحن نهلك من العطش!» فجاءها الرد من السفينة الأخرى: «ألقوا دلوكم حيث أنتم.» فأعادت السفينة المنكوبة إشارتها: «الماء، الماء، نحن نهلك من العطش!» فجاءها الرد ثانيا: «ألقوا دلوكم حيث أنتم.» وتكررت الاستغاثة مرة ثالثة ورابعة فكان الرد لا يتغير، وأخيرا رأى ربان السفينة المنكوبة أن يستمع لإشارة السفينة الأخرى، فألقى دلوه ورفعه إليه وإذا بالماء عذب رواء وإذا بالسفينة تمخر عباب نهر الأمازون عند مصبه. فإلى أولئك الأفراد الذين تجمعني وإياهم الوحدة القومية والذين يطمحون إلى ترقية أحوالهم في بلاد أجنبية والذين يبخسون قيمة تحسين العلاقات الودية بينهم وبين جيرانهم من البيض أقول: «ألقوا دلوكم حيث أنتم!» ألقوه وصادقوا جميع الناس الذين تعيشون بينهم كائنة من كانت الشعوب التي ينتمون إليها.
أقول ألقوا دلوكم في الزراعة والصناعة والتجارة والخدمة المنزلية وسائر الصناعات، وبهذه المناسبة يجب أن تتذكروا أنه مهما كانت خطايا أهل الجنوب وذنوبهم نحو الزنوج ففي بلاد الجنوب وحدها يمكن للزنجي أن يجد الفرصة السانحة لكي يندمج في العالم التجاري، وهذا المعرض لسان ناطق بهذه الفرصة. وإن أعظم ما نتعرض له من الأخطار هو أننا في وثوبنا من العبودية إلى الحرية قد ننسى أنه يجب على سواد الشعب الزنجي أن يعيش بكد يديه، أو ننسى أن رقينا سيكون بنسبة إكبارنا وتمجيدنا للكد والكدح وبنسبة ما نصرف من مهارتنا وأذهاننا على الصناعات الوضيعة. وإن رقينا سيتوقف على التمييز بين الحقائق والأوهام في هذه الحياة وبين ما هو نافع مقيم وبين ما هو زينة زائلة. ولن يرقى شعب حتى يتعلم ويعرف أن إفلاح الأرض فيه من الشرف والجاه ما في كتابة الشعر. ويجب أن نبتدئ من القرار لا من القمة، ثم لا ينبغي أن تلهينا ظلاماتنا عن انتهاز الفرص.
أما أولئك البيض الذين يؤثرون قدوم الأجانب ذوي الألسنة والعادات الغريبة لكي يشتغلوا معهم في إسعاد بلادهم على الزنوج فإني أقول لهم كما قلت لأبناء قومي: «ألقوا دلوكم حيث أنتم!» ألقوه بين الثمانية الملايين من الزنوج الذين يعيشون بينكم والذين لا تجهلون أخلاقهم وعوائدهم، الذين قد بلوتم أمانتهم وحبهم وقت عبوديتهم عندما كانت خيانة أحدهم تعني خراب البيت بأجمعه. ألقوا دلوكم بين هؤلاء الناس الذين حرثوا أرضكم واحتطبوا لكم من غاباتكم وبنوا مدنكم ومدوا لكم السكك الحديدية وأخرجوا لكم الكنوز من بطن الأرض وكانوا سبب رقي بلادكم، الذين فعلوا كل ذلك دون أن يلجئوا إلى إضراب أو إثارة حرب بين العمال وأصحاب الأعمال، إنكم إن فعلتم ذلك وعاونتم أفراد قومي وشجعتموهم كما تفعلون الآن في هذا المعرض وتناولتم رءوسهم وأيديهم وقلوبهم بالتربية والتعليم وجدتم منهم من يشتري أرضكم الفائضة فيمتلئ بور أرضكم بالأزهار والأنوار كما تمتلئ مصانعكم بالعمال.
وأنتم في عملكم هذا ستتأكدون في المستقبل كما كنتم في الماضي من وجودكم ووجود أسراتكم محوطين بأودع الناس وأصبرهم وأكثرهم أمانة وأقلهم استياء في هذا العالم. وكما قد برهنا لكم على ولائنا لكم في الماضي نربي أولادكم ونرعى أمهاتكم وآباءكم وهم في فراش المرض ونتبعهم إلى قبورهم أحيانا وعيوننا تفيض بالدموع، فكذلك في المستقبل سنقف إلى جانبكم وسترون منا برا لا يجارينا فيه أجنبي ترتخص فيه الحياة في سبيل الدفاع عنكم وتشتبك حياتنا بحياتكم في الصناعة والتجارة والدين بحيث تتحد مصالح الشعبين. وفي مقدورنا أن ننفصل في الأشياء الاجتماعية كما تنفصل أصابع اليد ولكننا نصير كاليد كتلة واحدة متحدين في جميع الشئون الأساسية الخاصة بالتقدم المتبادل. (26) خطبة لروزفلت
كان روزفلت (1858-1919) رئيسا للولايات المتحدة الأميركية «وكان يتسم بالهمة التي لا تني، فما دام هناك شيء جدير بأن يعمل فهو عنده ينهض به دون اكتراث للعوائق ... وكان يضيف إلى نشاطه الجسمي والعقلي نشاطا أدبيا لا يمكن لرجولة الرجل أن تتم بدونه. وكان من سمات أخلاقه شرف المقصد وإحساس رفيع بالواجبات العمومية ... إن روح الحضارة الأوروبية الحقيقي كان متمثلا تمثيلا كاملا في تيودور روزفلت.»
وقد ألقى الخطاب التالي في سنة 1899 في مدينة شيكاغو، قال:
أيها السادة، إني في مخاطبتي إياكم وأنتم رجال أكبر مدينة في الغرب ورجال الولاية التي خرج منها لنكولن وجرانت وأنتم الذين تمثلون أحسن تمثيل الصفات الأميركية في الخلق الأميركي لا أريد أن أحدثكم عن مذهب الدعة المخزية، بل سيكون كلامي عن مذهب حياة الكفاح، حياة الكد والجهد، والعمل والنزاع، أريد أن أعظكم بأرفع أشكال النجاح الذي لا يناله رجل الدعة ولكن يحصل عليه ذلك الرجل الذي لا يحجم عن المخاطر أو المشقات أو الكد المضني وينال في الختام من كل هذه الأشياء نصرا عظيما.
إن حياة الدعة ... حياة الهدوء التي تنشأ من عدم الطموح إلى تأدية الأعمال العظيمة أو من عدم القدرة على الكفاح هي حياة غير جديرة بأمة أو بفرد، إني أطلب من الأمة الأميركية ما يطلبه كل أميركي ذي كرامة من نفسه ومن أبنائه، فمن منكم يرضى بأن يعلم أبناءه بأنه يجب أن يكون للدعة والهدوء المحل الأول من اعتبارهم وأن يكونا الغاية التي يطمحون إلى تحقيقها؟
إنكم يا أهل شيكاغو قد جعلتم بلدتكم هذه عظيمة، وأنتم يا أهل إلينواس قد قمتم بنصيبكم في رفع أميركا إلى مقام العظمة لأنكم لا تقولون بالدعة ولا تمارسون مذهبها، إنكم تشتغلون بأنفسكم وتطلبون من أولادكم أن يشتغلوا مثلكم، فإذا كنتم ميسورين وكنتم تستحقون ثروتكم فإنكم ستغرسون في نفوس أبنائكم أنهم وإن كانت لهم أوقات فراغ فلا يجب أن يقضوها في الكسل، لأن أوقات الفراغ إذا أحسن استعمالها عادت بأكبر الفوائد. لأن الغني الذي لا يضطر إلى الكد لمعاشه يجب عليه أن يقضي وقت فراغه في الأبحاث العلمية أو الأدبية أو الفنية أو في الاستكشاف الجغرافي أو التاريخي؛ فإن هذه كلها أعمال تحتاج إليها هذه البلاد ونجاحها جدير بأن يرفع شأن أمتنا.
Bilinmeyen sayfa