En Meşhur Hutbeler ve Hutbe Verenler
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Türler
كان ولبرفورس (1759-1833) أحد أعضاء البرلمان الإنجليزي، وقد أرصد حياته لغرض واحد لم يعده إلى غيره استغرق جهوده فعاش لهذا الغرض ومات بعد أن تحقق أكثره ولم يبق إلا أقله، فقد قام في ذهنه منذ صباه أن الرق جور بالغ يجب قمعه ومحوه. وكان الزنوج في إنجلترا إلى عهده «عبيدا» يباعون ويشترون بيع السلع، فقضى ولبرفورس عشرين سنة في إقناع الأمة والبرلمان بضرر النخاسة حتى اقتنع كلاهما بصحة مذهبه، فألغى البرلمان الرق في سنة 1807، ثم أخذ في إقناع الأمة بضرر النخاسة في المستعمرات، وعرض مشروع الإلغاء في البرلمان وقرئ القراءة الثانية ثم لم تمض ثلاثة أيام حتى مات ولبرفورس. والقطعة التالية مختارة من إحدى خطبه عن إلغاء الرق، قال:
إني مقتنع بأنه مهما اختلفت آراؤنا فإننا اليوم متفقون مجمعون، فإني لا أستطيع أن أعتقد بأن مجلس العموم الإنجليزي سيصدق على هذه التجارة الجهنمية؛ أعني تجارة الرقيق في أفريقيا. لقد مضى علينا وقت جهلنا فيه طبيعة هذه التجارة ولكنها قد تكشفت لنا أساليبها الآن وظهرت عارية بجميع صنوف قطاعاتها. والحق أنه لم يظهر في العالم نظام شبيه بهذه التجارة من حيث إنها حافلة بالقسوة والشر، فهي تصل إلى أبعد مدى في العدوان الملح والشر المصفى. وهي تستهين بالمزاحمة وتجل عن المقارنة؛ لأنها فريدة في تفوقها الممقوت.
ولكني يا سيدي الرئيس أراني مغتبطا إذ تقدم الجمهور البريطاني في هذه الفرصة وأعلن عن شعوره بوجه صريح بعيد عن الإبهام في هذا الشأن. ولست أستطيع الأداء عما خامرني من السرور لفوز قضيتنا حتى صارت الأمة تنظر إلى مسعانا نظر الموافقة والود بدلا من المقاومة وعدم الثقة السابقين. وقد كان من أثر هذا الشعور أن ارتفع المستوى الأدبي في البرلمان؛ إذ مهما ظن الناس أو تحدثوا عن الخلافات الحزبية في البرلمان وتفشيها تفشيا مطلقا فإن الأمة البريطانية بل سائر الأمم المحدقة بنا قد عرفت بأن هناك من الموضوعات ما هو فوق الأحزاب، فهناك الرباوة العليا التي نرتفع إليها بعيدين عن هذه النزاعات والخلافات التي يثيرها سافي السهول. وإذا كنا نعيش ونحيا في جو حافل بالأبخرة والسحب تلعب بنا آلاف الرياح المتعاكسة والتيارات المتضادة فإننا في هذه القضية نحيا الآن في طبقة عليا يكتنفها هواء صاف هادئ نقي قد خلص إلينا من كل ما يثير القلاقل «كالصخرة العصماء ترتفع مشمخرة نحو السماء فلا يبلغ مجهود العاصفة أن ينال نصفها، تطيف بها حول صدرها سحب تمخر الأجواء ولكنها لن تبلغ الرأس حيث أشعة الشمس الأبدية قد استقرت واطمأنت.»
فعلى هذه الرباوة العليا إذن يجب أن نبني «كعبة» الخير والبر وعلينا أن نوطد الأساس في الحق والعدالة، وليكن منقوشا على بابها «السلام والبر لجميع الناس». وهنا يجب أن نقدم باكورة نجاحنا وأن نرصد حياتنا لخدمة هؤلاء التعساء تضطرم في أحشائنا حماسة سخية تقتضي منا إصلاح ما جلبناه من الأذى على هؤلاء المساكين. فلنأسون الجراح التي فتحناها، ولنبتهج بأننا الوسيلة السعيدة لوقف السلب والخراب وبأننا قد أدخلنا إلى تلك البلاد المترامية الأطراف بركات المسيحية ورفاهيات المتحضرين وحلاوة الحياة الاجتماعية. واعتقادي أنه ليس بين من يسمعني من لا يرحب بقدوم هذا العصر السعيد ومن لا يشعر براحة العقل وسلوى النفس عندما يفكر ويتأمل في هذه الخواطر الجميلة. (18) خطبة لأنجرسول
يعد أنجرسول (1833-1899) من الطبقة الأولى بين مفكري الأميريكيين وخطبائهم، وكان من خصوم المسيحية ولكنه كان على الرغم من ذلك محبوبا من الجماهير يتوافدون لسماع خطبه فيأخذ في إقناعهم (أو إغوائهم) حتى يستهويهم بألفاظ وعبارات «لها أنفاس الموسيقى وإيقاع الأشعار حتى ليكاد نثره يقرأ شعرا لما في تأليف جمله من الإيقاع.» وهو مع كفره بالأديان ليس في اللغة الإنجليزية من الخطب ما هو أحفل بالروح الدينية من خطبة ألقاها عند وفاة أخيه تنبض بالعطف والمحبة وتثبت أن أنجرسول كان يؤمن بالحياة الأخرى، قال:
إخواني، إني سأفعل الآن ما وعدني به كثيرا هذا الفقيد أن يفعله لي، هذا الفقيد الذي كان أخا وزوجا وأبا فمات في ضحوة الرجولة ولما يبلغ ظهيرتها والظل لما يزل يميل إلى الغرب.
إنه لم يجز في طريق الحياة تلك الأعلام التي تدل على أنه قد بلغ أقصاها ولكنه شعر بالأعباء فانتحى جانبا من الطريق وألقى عبئه على الأرض متوسدا إياه فأخذه نوم لا تكدره أحلام وأطبق جفنيه، فمات وذهب إلى عالم صامت، عالم التراب وهو بعد متعلق بالحياة يطرب للعالم.
ولعله من المفضل الأحسن أن تصطدم السفينة بالصخرة المختفية فتغوص في لحظة إلى القرار تحت الأمواج المصطخبة والسفينة بعد في أسعد ساعات سفرها تقبل الرياح أشرعتها وتسكب الشمس أشعتها عليها؛ لأن مصير السفينة إلى التحطم سواء أكان ذلك في أرض الساحل أم في وسط البحر. وكل حياة بغض النظر عما إذا كانت حافلة بالحب مزدانة بالسرور ستنتهي في الختام إلى مأساة بها من الحزن والظلام ما هو حري بأن ينسج من لحمة الموت وسداه.
لقد كان هذا الرجل الشجاع الرحيم صخرة وسنديانا إذا عصفت عواصف الحياة ولكنه كان زهرا وكرما إذا انجابت السحب وصحت السماء. وكان صديقا للنفوس الجريئة يرتفع إلى القمم وينبذ تحت قدميه الخرافات بينما كان يتفجر من جبهته فجر ذهبي لعصر رائع.
كان يعشق الجمال وكانت تنهمل دموعه إذا ما مس نفسه جمال اللون أو جمال الشكل أو روعة الموسيقى. وكان ينصر الضعيف والمسكين والمظلوم ويبسط يده برا بالفقراء، وقد أدى ما عهد إليه من الخدمات العمومية بقلب ولي ويد طاهرة.
Bilinmeyen sayfa