En Meşhur Hutbeler ve Hutbe Verenler
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Türler
وإذا كان بعض الرجال المخلصين للوطن العزيز يخافون الظهور أمام قوة الاحتلال بمظهر المجاهرين ضده ولا يستطيعون أن يقوموا أمام الأمم مدافعين عن بلادهم مناضلين عن حقوق شعبهم، فعليهم في مصر نفسها واجبات وطنية يضيق المقام عن عدها، ولكني أقف قليلا وأذكر منها بنوع خاص واجب تربية الأمة وتعليمها.
نعم، إن هذا الواجب أكبر واجب وطني والبلاد مطالبة بالقيام به، فقد أصبحت المدارس على خلاف رغائب الشعب وآماله، وأصبحت الأمة في حاجة إلى مدارس أهلية ترشدها إلى مصلحة البلاد الحقيقة وتعلمها ما للأمة من الحقوق وما عليها نحو الوطن من الواجبات.
لم لا يقوم كبراء مصر ووزراؤها السالفون بأمر تأسيس المدارس الأهلية وتربية الأمة، لم لا يعقدون الشركات لهذه الغاية ويخصصون أيامهم الأخيرة لهذا العمل الشريف؟ رأينا عظيما منهم قام بمسألة الإعانة العسكرية وأجهد نفسه في هذا الأمر وله من الأمة والوطن جزيل الشكر والثناء، فلم لا نراه يقوم مع الكبراء الآخرين بمسألة إعانة عمومية لتأسيس مدارس أهلية والبلاد في أشد حاجة إليها؟ يا أيها الكبراء ويا أيها العظماء ويا أيها الأغنياء، ما الفخار بالرتب والألقاب ولا بسكنى القصور العالية والتحدث بما كان وما ربما سيكون، بل الفخار كل الفخار في العمل آناء الليل وأطراف النهار لخدمة البلاد وإعلاء شأنها، فما الحياة بأيام تمر وسنين تكر بل بالعمل وبالخدمة الوطنية:
وما الحياة بأنفاس نرددها
إن الحياة حياة الفكر والعمل
وإذا كان رجل ضعيف الصوت مثلي يسأل السادة الأمراء والسادة الأغنياء العمل في الشيخوخة والقيام في آخر العمر بتتويج خدمتهم الوطنية؛ فذلك لأني أعتقد أن الكثير منهم قضى حياة شريفة وخدم البلاد بصدق وإخلاص، فهي هي البلاد بنفسها تسأل خيرة رجالها على لسان أضعف أبنائها أن يبقوا مثلا طيبا للشبيبة والناشئين، وأن ينشروا في الأمة نور التربية ونور الحقيقة وأن يبثوا فيها روح الوطنية وروح الرجاء.
نرى الكثيرين من الأغنياء يهتمون بأمر توظف أبنائهم ولا يرون الشرف إلا في الوظائف، فمتى يسمعون أنين الوطن وشكايته من هذا الداء العضال؛ داء السعي وراء الوظائف.
اتركوا الأبناء معشر الآباء في الحياة الحرة، اتركوهم يخدموا الوطن ويخدموا أنفسهم في غير دائرة الوظائف، اتركوهم أحرارا غير مقيدين بقيود الرواتب، ابعثوا بهم إلى الخارج ليدرسوا التجارة والصناعة ويؤسسوا في البلاد المعامل والمصانع تزدادوا بذلك شرفا وفخرا وتزدادوا أمام الله وأمام الوطن مثوبة وأجرا، وإلا فإن أهملت تربية الأمة وبقي الكبراء منعكفين في إدارة شئونهم الخاصة واستمر الآباء يلقون بالأبناء إلى مهاوي التوظف في الوظائف وبقيت التجارة والصناعة في كساد ودامت الأمة في حاجة إلى استجلاب لوازمها الضرورية من غير بلادها، دام الانحطاط ودام التأخر ودام الخطر، (انتهت باختصار). (24) خطبة لسعد زغلول باشا
ليس في مصر اسم أجرى على اللسان تعرفه المرأة في خدرها ويهتف به الطفل ويشيد به الشباب من اسم سعد زغلول، فهو الآن بطل الوطنية المصرية غير مدافع، صلب العود قوي الشكيمة. عجمه الإنجليز فاستخشنوه فلفظوه إلى أقاصي أفريقيا في جزيرة سيشل، فعاد أخشن ما كان موفور الكرامة مرفوع الرأس.
عدت على جسمه عوادي الشيخوخة فأحنى ظهره عبء سبعة عقود، ولكنه اغتصب من هذه الشيخوخة العادية تاجا من الشعر الأبيض زاده جلالا وجمالا في عين الأمة.
Bilinmeyen sayfa