فكتب إليه عمرو: أخاف سخط أمير المؤمنين. فكتب إليه إبراهيم: ليس يخلو أمير المؤمنين من أن يكون راضيًا عني فما يكره أن تسرني، أو ساخطًا فما يكره أن تعرني، وما تخرج عن هاتين.
حدثني الحسن بن يحيى الكاتب قال سمعت هبة الله بن إبراهيم ابن المهدي يقول حين أخذ أبي إبراهيم كتب إلى المأمون رقعة فقرأها قبل أن يراه وهو أول شعر قرأه له:
أيا مُنْعِمًا لَمْ تَزَلْ مُفْضِلا ... أَدامَ الضَّنَى سُخْطُكَ الدَّائُم
ظُلْمتُ فَانْ قُلْتَ لا بَلْ ظَلَمْتَ فَإِّنِي أَنا الكْاذِبُ الآْثِمُ
وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ زَلَّتي ... فَإِّنَي مِنْ جُرْمِها واجِمُ
يُفَزُّ الْحَلِيمُ وَيَكْبو الْجَوا ... دُ وَيَنْبُو لَدَي الضَّرْبَة الصَّارِمُ
فَها أَنا ذا اْلعاِئذُ الْمسِتجيرُ فَاحْكُمْ بِما شِئْتَ يا حاكمُ
عَصَيْتُ وَتُبْتُ كما قَدْ عَصَى ... وَتَابَ إلَى رَبِّه آدَمُ
فَقُلْ قَوْلَ يُوسُفَ لا تَثْرِبُنَّ فَقَدْ يَغْفرُ الْغاِفرُ الرَّاِحمُ
فَلَسْتُ إلىَ زَلَّةٍ عائِدًا ... يَدَ الدَّهْرِ ما قَعَدَ الْقاِئمُ
قال فحل ذلك أكثر ما كان في نفسه حدثنا عون بن محمد قال حدثنا محمد بن راشد قال دخلت يوما إلى إبراهيم بتن المهدي فتجارينا ذكر الدول فأنشدني لنفسه:
فَلّلِهِ نَفْسِي إنَّ فِيَّ لَعِبْرَةً ... وَلِلدَّهْرِ نَقْضٌ لِلقُوىَ بَعْدَ إبْرام
1 / 21