Arapların Nadide Eserlerindeki Sevinç Nedenleri
أسباب الطرب في نوادر العرب
Türler
فلما كان الغد ركب الوزير والعجمي والقائد والعدول، وسبروا الدكاكين دكانا دكانا حتى انتهوا إلى دكان العطار الذي باعه العجمي الطبرمك، فجعل صاحب الدكان يقدم لهم برنية بعد برنية حتى أتاهم بالبرنية التي فيها الدكة التي باعها من العجمي وسماه بالطبرمك الخراساني، فلما رآها العجمي تهلل وجهه بالفرح، واشتراها منه بشيء يسير، ثم قال العجمي: اختموا على هذه البرنية بختمكم، وابعثوا بها إلى السلطان. ثم جاءوا إلى السلطان، فقال الأعجمي: أريد من الآلات كذا وكذا. فأحضر له جميع ما أراد من الآلات، ثم جلس السلطان وحده في صفة، وجلس العجمي ناحية ثم قال: يا مولانا السلطان، زن من العقار الفلاني كذا وكذا، ومن الشيء الفلاني كذا. ثم قال: ومن الطبرمك مائة مثقال. ولا زال يقول افعلوا كذا واصنعوا كذا مدة أيام إلى أن قال للسلطان: إن الإكسير قد انتهى شغله، فأحضروا لنا بودقة وفحما ومنفاخا. فأحضروا له ذلك، ثم قال للسلطان: حط بيدك هذه الحوائج، فأخذ السلطان يعبي في البودقة من ذلك الدواء، وصار العجمي ينفخ النار إلى أن دار الذهب، فقال للسلطان: اقلب على بركة الله - تعالى. فقلب، فنزلت سبيكة ذهب مصري لا يكون أحسن منها شيء، ولا زال يقلب سبيكة بعد سبيكة حتى فرغ الدواء، ثم اعتبروا ذلك فوجدوه ألف دينار، ففرح السلطان بذلك فرحا شديدا، وأكرم العجمي إكراما زائدا.
ثم قال السلطان: أما تعمل لنا من هذا شيئا آخر؟ فقال: السمع والطاعة، أحضر لي من هذه العقاقير، وأنا أعمل ما أراد مولانا السلطان. فطلبوا الطبرمك فلم يجدوه، فسأل السلطان عنه العجمي فقال: «إنه نبات ينبت بأراضي خراسان - ويروى أنه معدن في الجبل في مغارة - وهو رخيص الثمن جدا، فإذا رسم مولانا السلطان أن يحمل له ألف حمل وجد ذلك، وأنا دخلت إليها وحملت من ذلك شيئا كثيرا، وعندي في داري نحو قنطار.» فلما سمع السلطان قال: والله ما نجد من يروح يحضر لنا من هذا العقار أخبر منك، وإن تعذر تحصيل ذلك من منابته ومظانه حضرت لنا الذي عندك، وأنا أكتب معك إلى سلطان خراسان بمساعدتك، ومنع من يتعرض إليك. فتمنع العجمي، وقال: إن رأى مولانا السلطان أن يبعث غيري فليفعل؛ فإن نفسي قد طابت في دمشق وفي خدمة الحضرة الشريفة. فقال: لا بد من رواحك فإن لك في ذلك أجرا عظيما. ولم يزل يسأله حتى أنعم بالسفر، فجهزه بستين حمل قماش منها شرب - أي كتان - عمل تنيس ودمياط، ومنها عمل الإسكندرية، وغير ذلك ، وأعطاه خيما ومطبخا وفراشين ونفقة إلى بغداد، وأوصاه إذا وصل إليها أن يبيع ما معه ويتسفر إلى العجم، وكتب معه كتبا إلى سائر البلاد بالكرامة والخدمة، وراح في نهاية ما يكون من التعظيم، وخرج معه السلطان وجميع أرباب الدولة فودعوه، وسافر وقد ظفر بالإكسير الأعظم، ولم يطلع من بعدها له خبر. فانظر إلى مكر هؤلاء القوم، وكيف يتوصلون إلى أخذ أموال الناس بالحيل. أبعدنا الله وإياكم عنهم وعن هذه الأفعال، وأجارنا الله وإياكم من الفتن والأحوال.
ومن أظرف ما في هذه القصة، أنه كان بمدينة دمشق رجل يكتب أسماء المغفلين والمحارفين، فسمع بهذه القضية وعلم باطنها، فلما تحققها كتب على رأس جريدته: «نور الدين محمود بن زنكي رأس المحارفين.» فشاع ذلك في دمشق، ولم يعلم أحد باطن الأمر إلا أنهم يقولون إن فلانا كتب عن السلطان كيت وكيت، فاتصل خبره بالسلطان فقال: وما حمله على أن يكتب اسمي مع المغفلين؟! هاتوه. فنزلت الجنادرة وقالوا له: كلم مولانا السلطان. فأخذ الجريدة في كمه ومشى معهم، فلما وقف قدام السلطان قال له: أنت فلان؟ قال: نعم. قال: وأنت تكتب أسماء المحارفين؟ قال: نعم. قال: وكتبتني في جريدتك؟ قال: نعم وهذا اسمك. ثم أخرج الجريدة فأراه اسمه فيها، فقال السلطان: وما الذي رأيت من حرافي حتى كتبتني؟ فقال: كيف لا أكتبك وقد جاء رجل نصاب، غشك ودك عليك ألف دينار أخذ بها أموال المسلمين، وراح ليجيء لك بالطبرمك؛ فهل يكون حراف أبلغ من ذلك. فلما سمع السلطان كلامه قال له: كأنا به وقد جاء ومعه الطبرمك فيعمل منه أموالا لا تحصى. فقال: يا مولانا السلطان، إن جاء محوت اسمك وكتبت اسمه. فضحك السلطان ورسم له بنفقة وراح، فكان كلما أفلس أخذ الجريدة ووقف على باب القلعة، فإذا ركب السلطان فتح الجريدة، فيقول: ما جاء العجمي وهذا اسم مولانا السلطان. فيضحك السلطان ويرسم له بشيء، فيأخذه ويروح، وأقام على ذلك مدة حياة السلطان، وما جاء الطبرمك!
قصة الصيرفي الهندي المحتال
ومن أعجب ما جرى لي في البلاد الهندية ، أني رأيت هناك رجلا صيرفيا يدعى عفيف الدين، كان عليه من الحشمة أمر عظيم، وجميع التجار ترد عليه، وتودعه أموالها وتستدين منه، فترقبت حركاته وسكناته، فرأيت أنه صنع شيئا لم يسبق إليه، وذلك أنه اتخذ خاتما بفص عليه نقش، فداومت الجلوس عنده، وأطلت النظر إلى ذلك الخاتم، فرأيته إذا قبض الذهب من التاجر جعل فص الخاتم من وراء لسان الميزان من جهة الصنج، وإذا دفع إلى التاجر ذهبه حول الخاتم إلى قدام اللسان، واللسان يلعب لعبا زائدا كلما قرب الخاتم إليه، فعلمت أن في الخاتم شيئا من الدك، ولم أزل أذكر ذلك وأتعجب منه وأفكر فيه، فلم يظهر لي وجه الحق، حتى كان يوم من الأيام وأنا عنده إذ تطاير شيء من فص الخاتم، فنظرته فإذا هو من حجر المغناطيس، فقلت: هذا دك لم يسبق إليه. فإن الصيرفي كان إذا قبض الذهب أدار الخاتم إلى ناحية الصنج؛ فيأخذ لسان الميزان إليه ويمنعه من الزوال بمقدار ما يحب من جذب الحجر، فيكون في الوزنة زيادة مثقال وأكثر، فلما علمت ذلك خلوت بالرجل وقلت له: «والله قد درت البلاد وكشفت أسرار الناس فلم أجد أحدا سبقك إلى هذا يا عفيف الدين، ولكن بئس العفيف أنت.» فلما علم أني كشفت سره خجل وخاف، وقال لي: سيدي، الحر من ستر عيوب الناس، ومن شيم الكرام كتمان السر، وإن لهذا الخاتم في يدي منذ خمس وعشرين سنة وما علم سره غيرك، فها هو مني هبة إليك. فقلت: لا أطلع عليه أحدا في هذا الإقليم. وتمثلت بقول الحريري (في مقامته السمرقندية): «فنزلته منزلة الفضيل، وسدلت الذيل على مخازي الليل.» فعند ذلك تهلل وجهه فرحا، ومال إلى صندوق فأخرج منه صرة، وقال لي: يا سيدي، أشتهي أن تقبل مني هذه النفقة تستعين بها في هذا الوقت، وقسم بالله أن لا بد من ذلك، فأخذتها على وجه الهدية. ولما رجعت إلى منزلي فحصت الصرة فإذا فيها خمسون مثقالا - ويروى: خمسون دينارا مسعوديا - وصرت أتردد إليه، وبقيت عنده أعز من أصحابه، وعرفني بكبار البلد، فصرت كواحد منهم.
نخبة من كتاب فضائل الكلاب
لأبي بكر علي بن المرزبان المتوفى سنة (369ه/979م)
بئر الكلب
أنشد أبو عبيدة لبعض الشعراء:
يعرج عنه جاره وشقيقه
Bilinmeyen sayfa