Yunan ve Romalı Mitolojileri
الأساطير اليونانية والرومانية
Türler
لجميع الأمم أساطيرها، ورغم إمكان تتبع مشابهة بين هذه الأساطير، فإنها تختلف في تفاصيلها حتى لتكون في مجملها مجموعة عجيبة من القصص. كما أن عملية خلق أساطير جديدة لم تتوقف أبدا بين القبائل البدائية في العالم. وهناك أساطير لم تدون حتى الآن. فمثلا تجد دارسي الأساطير يعيشون بين هنود أمريكا؛ كي يسمعوا من شفاه حكمائهم وشعرائهم تلك القصص التي يفسر بها الرجل الأحمر العالم حوله. •••
لماذا ندرس الأساطير؟ ندرسها لأربعة أسباب على الأقل:
ما زالت هذه الأساطير تدرس حتى الآن؛ لأن لها تأثيرا عميقا على جميع الآداب العظمى، وإنه لحقيقي أن الأساطير الإغريقية والرومانية قد أثرت تأثيرا عميقا، ولا سيما في الأدبين الإنجليزي والأمريكي. وقد أعجب كتاب اللغة الإنجليزية العظام بالقصص التي حكاها القدماء. وقلما نستطيع فهم شكسبير، أو ملتون، أو كيتس، أو لويل، دون أن نلم بأساطير الأغارقة والرومان.
كذلك تلعب آلهة الأساطير وأنصاف آلهتها وأبطالها أدوارهم أيضا في الموسيقى . فكلمة «موسيقى» نفسها، تذكرنا بفضل الموزيات. وتروي كثير من الأساطير كيف اخترعت أوليات الآلات الموسيقية لأول مرة. وهناك مؤلفات عديدة للعروض الموسيقية والصوتية أوحت بها الشخصيات القديمة التي تروى قصصها في هذا الكتاب.
كانت قصة أورفيوس ويوريديكي أول أوبرا كتبت. ومنذ ذلك الحين صارت موضوعا محبوبا لدى المؤلفين الموسيقيين، وربما كان أشهر تناول لهذه القصة هو ما ألفه جلوك، ويضم القطع المشهورة التي تعزف على آلة واحدة، والتي تعزف على آلتين، والتي يغنيها شخص واحد، والتي يغنيها شخصان: لقد فقدت محبوبتي يوريديكي، وأورفيوس ويوريديكي. ومن القصص الأخرى التي جذبت إليها الموسيقيين: قصص ميديا، وجاسون وإيفيجينيا. ومن المؤلفين الذين اقتبسوا الأفكار من علم الأساطير: ماسنيت، وأوفنياخ، وبورسيل.
ربما كان أعظم عباقرة الموسيقيين جميعا، الذين اتخذوا موضوعاتهم من بيت الكنوز الأسطورية هو ريتشارد واجنر، الذي استخدم أساطير وطنه في كثير من أوبراته، وخصوصا قصة سيجفريد. ويحكي النصف الثاني من دورة الأوبرات الأربع، وهو حلقة نيبلونج، وتتضمن مغامرات ذلك البطل العظيم.
وزيادة على ذلك، فإن للأساطير تأثيرا قويا على الفنون الأخرى؛ فقد فعل عظماء المصورين والنحاتين، في جميع العصور، مثلما فعل الموسيقيون؛ إذ وجدوا في هذه الأساطير القديمة إيحاء لأجمل أعمالهم. وإن الصور التي تضمها صفحات هذا الكتاب لتشهد بفصاحة على هذا الإيحاء.
ثم إن القصص في حد ذاتها، كثيرا ما تكون جميلة ومسلية؛ فهناك قصص ما زالت تستهوي خيالنا حتى اليوم؛ إذ نجد فيها نواة للحقائق المكنية، ولكنها تقرأ لغرض التسلية ولخططها الرائعة وشخصياتها البعيدة الصيت.
وأخيرا هذه الأساطير حلقة اتصال هامة بالماضي. وكثيرا ما تكون هي المصدر الوحيد لمعارفنا عن الكيفية التي نظر بها أسلافنا الأقدمون إلى العالم حولهم، وكيف فسروا ظواهره العديدة. وكذلك، كثيرا ما ندهش لنجد أنه بسبب استخدام الأقدمين لفكرة معينة لتفسير لغز من ألغاز الطبيعة. وربما أنه لا تزال لدينا كلمة تحتفظ بتلك الفكرة. واللغة الإنجليزية زاخرة بالمصطلحات التي يرجع أصلها إلى تلك الأساطير القديمة، والتي لا يمكن تفسيرها إلا بدراسة تلك الأساطير. فمثلا الكلمة «جانيتور» الشائعة الاستعمال، ترجع إلى جانوس الإله ذي الرأسين، حارس الأبواب، الذي عبده الرومان، وكذلك كلمة «يونية» مشتقة من «جونو» ملكة الآلهة عند الرومان، بينما اشتق «يوم الخميس» من «ثور» إله الحرب لدى القبائل الجرمانية القديمة. وإننا لنمتدح الطعام بقولنا: «طعمه كالعسل» الذي كان طعام آلهة جبل أوليمبوس. كما أن فكرتنا عن العالم السفلي لتشبه كثيرا فكرة هوميروس وفرجيل. هذا وإننا مقيدون بالماضي في عدة نواح، ومن الخير أن ندرس الأساطير القديمة، حتى نستطيع أن نفهم عصرنا نفسه. •••
توجد الأساطير في جميع أنواع الكتابات. فهناك أولا المستندات القديمة التي كتبت فيها أولا. فإذا قرأ الإنسان هوميروس أو فرجيل أو أوفيد، استطاع أن يجد الأساطير بالصورة التي تبلورت فيها بين الأقوام الذين ألفوها. وبنفس هذه الطريقة نجدها في الإداس للشعوب السكندناوية، وكتب الشرق المقدسة. وتمدنا المؤلفات المشابهة بأساطير الأمم والأجناس الأخرى.
Bilinmeyen sayfa