Yunan ve Romalı Mitolojileri
الأساطير اليونانية والرومانية
Türler
عندما جاء أينياس إلى جزر السعادة، أثناء رحلته إلى هاديس، كما وصفها فرجيل، وجد سكانها يتنفسون هواء أنقى من هواء العالم العلوي، ورأى كل شيء يغمره ضوء أرجواني، وأن لأرضهم شمسا ونجوما خاصة بها. كما رأى بعض السكان يشتركون في الألعاب الرياضية فوق المروج المعشوشبة، بينما ينهمك آخرون في الرقص والعناء. ويمسك الشعراء المنشدون قيثاراتهم يعزفون عليها ألحانا حلوة. وفي مكان آخر يستريح المحاربون في سلام، وقد صدئت أسلحتهم، ووقفت عرباتهم بغير عمل، ويقيم في هذه الجزر أيضا جميع الشعراء والفنانين الذين باركوا ذاكرتهم بخدمة الجنس البشري.
أورفيوس ويوريديكي
من الشعراء المنشدين الذين تمكن رؤيتهم في إلوسيوم، شاعر ابن أبولو نفسه، كان له مع الموت قصة فذة؛ إذ كان من بين القليلين الذين زاروا هاديس وهم أحياء.
هذا الشاعر هو أورفيوس، الذي ولدته الموزية كاليوبي لإله الشمس. أهداه أبولو القيثارة ولقنه كيفية استعمالها، وسرعان ما برع في العزف عليها، حتى طار صيته، واشتهر بأنه واحد من عظماء شعراء الإغريق المنشدين. سحر بموسيقاه ليس البشر وحدهم، بل ووحوش الحقول المفترسة أيضا، تلك التي لانت أثداؤها بالنغمات التي وقعها على قيثارته. ومما يقال عن عزفه إن الأشجار والصخور تأثرت بها، وحاولت أن تتحرك من مواضعها، وتسير خلف صوت أنغامه الشجية.
كانت يوريديكي فتاة حسناء فاتنة تعيش في تراقيا، أحبها أورفيوس، فوافق الجميع على زواجهما، فعاشا في سعادة عظمى مدة سنة أو سنتين، وبينما كانا يسيران في أحد المراعي لدغ ثعبان يوريديكي. وقبل إمكان إسعافها ماتت بين يدي زوجها، فبخعه الحزن وحطم قلبه، فصار يعبر عن حزنه بالبكاء الحار، والعويل المر، والرثاء المستمر. وأخيرا قرر أن يتبع زوجته إلى مناطق بلوتو المفزعة. فوجد مغارة في أحد أركان بركان، فدخل إليها، ومر خلال عدة ممرات مظلمة وحفر وعرة، إلى أن وصل أخيرا إلى مملكة هاديس. وكان قد أخذ معه إلى هناك قيثارته الإلهية، فشرع يعزف عليها. فلما رنت موسيقاه العجيبة خلال جنبات تارتاروس، توقف سيسيفوس وإكسيون، ولم يشعرا بعذابهما المستمر، ولمدة لحظة خفت حدة ظمأ تانتالوس وجوعه .
مر أورفيوس خلال سحب الأشباح التي تبعته في هدوء ساحر، ولما وصل إلى عرش بلوتو وبروسربينا، انحنى أمامهما، وبمهارة سحرية قدم طلبه بمصاحبة موسيقى قيثارته. وانحدرت الدموع على خدي بلوتو، وتذكرت بروسربينا، وهي تبكي حقول صقلية المليئة بالأزهار.
توسل أورفيوس إلى بلوتو، قائلا: «امنحني أن تعود زوجتي معي ثانية.» وتساقطت دموع الحزن ساخنة على وجنتيه، وهو يتضرع بقوله هذا.
لم يستطع بلوتو نفسه أن يقاوم مثل هذا التوسل، فاستجاب لتضرع أورفيوس. غير أنه صحب هذه الاستجابة السخية شرط أعلن عندما مثلت يوريديكي أمام بلوتو، وأعيدت إلى ذراعي أورفيوس.
قال بلوتو بلهجة الأمر: «لا تنظر خلفك أثناء مغادرتك هاديس، فإن خالفت هذا الأمر خطفت يوريديكي منك ثانية، وصارت من رعيتي مرة أخرى.»
وعد الزوجان بلوتو بالطاعة، وخرجا في رحلتهما السعيدة إلى أرض الأحياء من جديد. فقاد أورفيوس زوجته بمحبة خلال الطريق الخطر، قادها خلال الكهوف المظلمة والطرق غير المنتهية، وبجانب هوات سحيقة وأمواه خطرة. وأوشكت هذه الرحلة المليئة بالأخطار أن تنتهي عندما وصلا إلى ممر طويل لا يمكنهما السير خلاله إلا واحدا واحدا. فسار أورفيوس في المقدمة يتعثر فوق الصخور التي في طريقه، وبدت نهاية الطريق أمامه، وكان بوسعهما أن يبصرا ضوء الشمس المبارك.
Bilinmeyen sayfa