حمل الإله النسيم رجاء تسبا إلى آذان الآلهة وآذان والدها ووالد بيرام، فرأف بها الآلهة وجمعوا روحها وروح بيرام، روحي شهيدي الحب جمعوهما معا في فردوسهم، حيث الربيع الأبدي المرصع بالورود والزنابق الطيبة الشميم، هناك في نهار دائم ونور نقي ولذة لا تنقضي يستظلان أشجارا حملها البخور وثمارها تفاح ذهبي، وينهلان من سلسبيل الآلهة تحيط بهما غبطة خالدة وفرح لا يزول، وأحرق والداهما جسميهما ووضعا رمادهما في إناء واحد دفناه في قبر مزروعة حوله أزاهير زكية العرف جميلة المرأى، ولبست التوتة ثوب حداد أبدي فهي منذ ذلك اليوم لا تثمر إلا أثمارا سوداء. (6) سليمان وبلقيس
حدثتنا توابع الجن قالت: كان في العهد القديم على بني إسرائيل ملك يقال له داود، عالي المكان في الأرض وعند الرب إلهه، مبسوط السلطان، وكان له ولد يقال له سليمان جمع إلى الذكاء والفطنة والحكمة حسن الشمائل وجمال الصورة، فكان يفضله على سائر إخوته مع أنه كان أصغرهم سنا. وذات يوم شعر داود بأن شمس حياته آذنت بالمغيب، فاستدعى إليه سليمان وقال له: يا بني، إن أيامي على الأرض صارت قليلة، وإني لأحس بأن موتي قريب، وقد استدعيتك لأستخلفك من بعدي على مملكة إسرائيل؛ لأني وجدتك أهلا لذلك، فقبل سليمان يدي أبيه ورأسه وبكى حزنا لدنو أجل والده، ثم انصرف وكتم أمره، وتزوج امرأة واستتر عن الناس، وأقبل على العبادة والعلم، ورأت امرأته قعوده عن الكدح في سبيل العيش، فقالت له في أحد الأيام: بأبي أنت وأمي ما أكمل خصالك وأطيب رائحتك. ولا أعلم لك خصلة أكرهها إلا أنك في مئونة أبي، فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله لرجوت ألا يخيبك الله. فقال سليمان: إني ما عملت عملا منذ كنت ولا أحسنه، ثم دخل السوق صبيحة يوم فلم يقدر على شيء، فرجع وأخبرها فقالت: غدا يكون إن شاء الله. فلما كان اليوم الثاني مضى سليمان حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا هو بصياد يلقي شبكته، فقال له سليمان: هل لك أن أعينك وتعطيني شيئا؟ قال: نعم. فأعانه، فلما فرغ أعطاه سمكتين، فأخذهما وحمد الله تعالى، وشق بطن إحداهما، فإذا هو بخاتم في بطنها فأخرجه ولبسه في أصبعه، فعكفت عليه الطير والريح، وخضعت له الجن والشياطين والعفاريت، ووقع عليه بهاء الملك وسناه.
ولم يلبث داود الملك أن مات، فقام سليمان مقامه في مملكة إسرائيل، وساس الرعية بالعدل، ورأى سليمان في نفسه حاجة إلى ما يوقع هيبته في نفوس مرتكبي الإثم، فأمر الجن بأن يتخذوا له كرسيا ليجلس عليه للقضاء، وأن يصنعوه بديعا مهيبا بحيث لو رآه مبطل أو شاهد زور ارتعد من هيبته، وكان بين الجن رجل صناع يقال له صخر. اشتهر ببراعته ودقة صنعته، فصنع لسليمان كرسيا من أنياب الفيل، وزينه باليواقيت واللؤلؤ والزبرجد، وحفه بأربع نخلات من ذهب شماريخها الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر، وعلى رأس نخلتين منها طاوسان من ذهب، وعلى الأخريين نسران من ذهب، وجعل بين جنبي الكرسي في أسفله أسدين من ذهب، وعلى رأس كل واحد منهما عمودا من الزبرجد الأخضر، وعقد على النخلات دوالي من الذهب الأحمر، فإذا أراد سليمان أن يصعد بسط الأسدان له ذراعيهما، وإذا وضع رجله على الدرجة السفلى يستدير الكرسي بما فيه دوران الرحى، وينشر النسران والطاوسان أجنحتها، ويبسط الأسدان ذراعيهما، ويضربان الأرض بذنبيهما، وكذا يفعلان في كل درجة يصعدها، فإذا استوى في أعلى الكرسي أخذ النسران تاجه فوضعاه على رأسه، وإذا قعد أظله النسران بأجنحتهما ثم يستدير الكرسي بما فيه النسران والأسدان، وينضح الطاوسان على رأسه المسك والعنبر، فيتناول سليمان حمامة من الذهب فيها التوراة، فيقرأها على الناس، ويقضي فيهم بحسب ما ترسمه.
ولم يكن الإنس وحدهم يحتكمون إلى سليمان، وإنما كان يحتكم إليه الجان فيقضي بينهم، ويحتكم إليه الطير والوحوش والبهائم، وقد آتاه الله فهم منطقها، فيقضي بينها بالحق، وكان يفسر كل صوت سمعه من أصوات الطير: فالقمري يقول في تغريده: سبحان ربي الأعلى الوهاب. ويقول النسر: يا ابن آدم، عش ما شئت آخرك الموت. وروي أنه سمع فاختة تصيح، فأخبر أنها تقول: ليت الخلق لم يخلقوا. وأنه مر ببلبل يصوت ويترقص فقال: يقول: إذا أنا أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء.
ونال سليمان من المجد والسلطان ما لم ينله ملك من ملوك زمانه، وعظم جنده حتى كان معسكره مائة فرسخ في مائة فرسخ: خمسة وعشرون فرسخا للإنس، وخمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحوش، وكان حرسه اثني عشر ألف فارس، ومركباته الحربية ألفا وأربعمائة مركبة. ولم يكن يخرج إلى حج أو غزو إلا حمل معه زوجاته وسراريه، وسار في جنده وحشمه وخدمه وكتابه ومطابخه ومخابزه وتنانير الحديد والقدور العظام، ورأى ما في نقلة هذه الأثقال والأحمال من صعوبة، فأمر الجن فصنعوا له بساطا ذهبا في إبريسم فرسخا في فرسخ، ووضعوا في وسطه سريرا يجلس فيه وحوله كراسي من ذهب وفضة، فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب والعلماء على كراسي الفضة وحولهم الناس والجن والشياطين، وتظلله الطير بأجنحتها لئلا تقع عليه الشمس، وترفع ريح الصبا البساط فتسير به مسيرة شهر بالغداة ومسيرة شهر بالعشي.
غير أن هذا البساط لم يكن ليسع معسكره ودوابه وآلة حربه حينما كان يذهب إلى الغزو، فكان يأمر بأن تضرب خشب فينصب على الخشب سريره، ويحمل عليها الناس والدواب وآلة الحرب، حتى إذا حمل ما يريد أمر العاصف من الريح، فدخل تحت تلك الخشب فحملها، فإذا استقلت أمر سليمان الرخاء، فمرت به شهرا في غدوته وشهرا في روحته، فيطبخ الطباخون ويخبز الخبازون ويطعم الأهل والحشم والخدم والجنود والدواب، هذا والريح تهوي به هويا إلى حيث أراد.
وكان سليمان تقيا ملأ قلبه حب الله وخوفه، فبنى هكيلا للرب في أورشليم، بناء فخما جميلا زانه بالعاج والجواهر الكريمة والذهب والفضة والبلور، وأخشاب لبنان من أرز وسرو وصندل، وبنى كذلك لسكناه منزلا من أرز لبنان سماه غابة الأرز، وبيتا من قوارير مرتفعا على الخشب لزوجاته وسراريه، ولما فرغ من بناء بيت المقدس عزم على الخروج إلى أرض الحرم، فتجهز للمسير واستصحب من الإنس والجن والشياطين والطيور والوحوش ما يبلغ معسكره فرسخا في فرسخ، فحملتهم الريح على بساطه، فوافى الحرم وحج وأقام فيه ما شاء الله، وكان ينحر في كل يوم مقامة خمسة آلاف ناقة ويذبح خمسة آلاف ثور وعشرين ألف شاة.
وبعد أن قضى حجه سافر نحو اليمن، فوافى صنعاء وقت الظهيرة، فرأى أرضا حسناء تزهو خضرتها فأعجبته نزاهتها، فأحب النزول فيها ليصلي ويتغدى، فهبطها ببساطه، ودخل وقت الصلاة، وكان سليمان قد نزل على غير ماء، فسأل الإنس والجن والشياطين عن الماء فلم يعلموا، وكان الهدهد - وهو رائد سليمان وقافيه - لأنه يحسن طلب الماء، قد قال في نفسه، حين نزل سليمان في تلك الأرض الحسناء: إن سليمان قد اشتغل بالنزول، فأرتفع إلى السماء وأنظر إلى طول الأرض وعرضها. فارتفع فنظر يمينا وشمالا، فرأى بستانا نضرا في أرض اليمن، فمال إلى الخضرة فوقع فيه، فإذا بهدهد هنالك فهبط عنده، وكان اسم هدهد سليمان يعفور واسم هدهد اليمن عنفير، فقال عنفير اليمن ليعفور سليمان: من أين أقبلت وأين تريد؟ قال: أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود. قال: ومن سليمان؟ قال: ملك الجن والإنس والشياطين والطير والوحوش والرياح. صاحب الخاتم المرصود ورب بساط الريح، فمن أين أنت ؟ قال: أنا من هذه البلاد. قال: ومن ملكها؟ قال: امرأة تدعى بلقيس. فإن كان لصاحبك ملك عظيم فليس ملك بلقيس دونه، فإنها ملكة اليمن كلها وتحت يدها اثنا عشر ألف قائد تحت كل قائد مائة ألف مقاتل، وقومها مائة ألف قيل، مع كل قيل مائة ألف مقاتل. فهل أنت منطلق معي حتى تنظر إلى ملكها؟ قال يعفور: أخاف أن يتفقدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلى الماء. قال عنفير: إن صاحبك ليسره أن تأتيه بخبر هذه الملكة. فانطلق يعفور ونظر إلى بلقيس وملكها وتعرف أمرها، وما رجع إلى سليمان إلا وقت العصر.
وكان سليمان قد تفقد الهدهد؛ لأنه احتاج إلى الماء لأجل الوضوء والهدهد رائده، ولأن الهدهد قد أخل بالنوبة؛ فإن سليمان كان إذا نزل منزلا يجله وجنده الطير من الشمس، فأصابته الشمس من موضع الهدهد إذ وقعت نفحة منها على رأسه، فنظر فرأى موضع الهدهد خاليا فدعا النسر، عريف الطير، فسأله فقال النسر: أصلح الله الملك ما أدري أين هو وما أرسلته مكانا. فغضب سليمان عند ذلك، وقال: لأعذبنه عذابا شديدا، ثم دعا العقاب، سيد الطير، فقال: علي بالهدهد الساعة. فرفع العقاب نفسه دون السماء حتى التزق بالهواء، ونظر إلى الدنيا كالقصعة بين يدي الآكل، ثم التفت يمينا وشمالا، فإذا هو بالهدهد مقبل من نحو اليمن، فانقض نحوه يريده، فلما رأى الهدهد ذلك علم أن العقاب يقصده بسوء فناشده فقال: بحق الذي قواك وأقدرك علي إلا رحمتني ولم تتعرض لي بسوء. فولى عنه العقاب وقال له: ويلك، ثكلتك أمك! إن نبي الله قد حلف أن يعذبك أو يذبحك، ثم طارا متوجهين نحو سليمان، فلما انتهيا إلى المعسكر تلقاه النسر والطير، فقالوا له: ويلك أين غبت في يومك هذا؟ فلقد توعدك نبي الله. وأخبروه بما قال سليمان. فقال الهدهد: وما استثنى رسول الله؟ قالوا: بلى، قال: أو ليأتيني بسلطان مبين. قال يعفور: نجوت إذا. ثم انطلق العقاب والهدهد حتى أتيا سليمان وكان قاعدا على كرسيه، فقال العقاب: قد أتيتك به يا نبي الله. فلما قرب الهدهد طأطأ رأسه وأرخى ذنبه وجناحيه يجرها على الأرض تواضعا لسليمان، فلما دنا منه أخذ سليمان برأسه فمده إليه، وقال: أين كنت؟ لأعذبنك عذابا شديدا. قال الهدهد: يا نبي الله، اذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل. فلما سمع سليمان ذلك ارتعد فرقا وعفا عنه، ثم سأله فقال: ما الذي أبطأك عني؟ فألهم الله الهدهد أن يقول له: قد أحطت علما بما لم تحط به. قال سليمان: وماذا؟ قال: عجت على سبأ في اليمن، فوجدت ملكة عظيمة في مجدها وسلطانها وجمالها. قال سليمان: ومن هي؟ قال الهدهد: هي بلقيس بنت شرحبيل بن مالك بن الريان. كان أبوها ملكا عظيم الشأن منبسط السلطان، وكان يملك أرض اليمن كلها، ويقول لملوك الأطراف: ليس أحد منكم كفؤا لي، وأبى أن يتزوج فيهم، فخطب إلى الجن فزوجوه امرأة منهم يقال لها ريحانة بنت السكن. قال سليمان: وكيف وصل إلى الجن؟ قال الهدهد: أخبرني هدهد اليمن سبب وصول الملك شرحبيل إلى الجن قال: إن شرحبيل خرج مرة إلى الصيد فوجد حيتين سوداء وبيضاء تقتتلان. وقد ظهرت السوداء على البيضاء. فقتل السوداء وحمل البيضاء وصب عليها ماء حتى أفاقت فأطلقها وعاد إلى داره وجلس منفردا، وإذا بجانبه شاب جميل فذعر شرحبيل، فقال الشاب: لا تخف أنا الحية البيضاء التي أنجيتها. والأسود الذي قتلته هو عبد لنا تمرد علينا وإني مكافئك. قال الملك: وبم تريد أن تكافئني؟ قال الجني: أدلك على الدفائن والكنوز. قال الملك: لا حاجة لي في المال. قال الجني: أعلمك علم الطب. قال الملك: إن الطب قبيح بالملوك. قال الجني: أما وقد أبيت هذين فإن لي بنتا جميلة يقال لها ريحانة. لم يكن في بني آدم مثلها في الجمال، فإن جئت أزوجكها لكن بشرط أن لا تسألها عما تفعل، فإنك إن سألتها عما فعلت ثلاث مرات غابت عنك ولم ترها. فقبل الملك بالشرط وجاءه الجني، واسمه السكن، ببنته ريحانة، فتزوجها ورجع بها إلى منزله، فحملت منه ببنت، ولما ولدتها ظهرت نار فقذفتها فيها، فقال الملك: لم فعلت هذا؟ قالت: أما شرطت لا تسألني عما أفعل؟ فهذه واحدة من الثلاث فاحفظها، ثم ولدت له ابنا، فجاء كلب فوضعته في فيه، فذهب به الكلب فصاح الملك وقال: لم فعلت؟ قالت: ألم نشترط أن لا تسألني عما أفعل؟ فهاتان ثنتان. وكان في ذلك الزمان ملك اسمه ذو عوان بينه وبين شرحبيل عداوة، فاحتال ذو عوان واصطلح مع شرحبيل، وصنع له طعاما ودعاه إليه، فحضره ومعه امرأته ريحانة، فلما وضع الطعام بين يدي الملك ألقت ريحانة فيه الروث، فرفع الملك يده عن الطعام، وقال: لم فعلت؟ فقالت: أما شرطت لا تسألني عما أفعل؟ فهذه الثالثة. وسأخبرك بتأويل ما فعلت. أما النار والكلب اللذان رأيتهما فهما ظئران سلمت إليهما الولدين لئلا يكون لي تعب في تربيتهما، فإذا كبرا يردانهما عليك، وأما الروث الذي ألقيته في الطعام ففعلته لئلا تأكل من ذلك الطعام المسموم فتهلك؛ لأنهم سموه لك، وها أنا ذا أرد عليك بنتك فإن ابنك قد مات عند حاضنته، هذا تأويل ما فعلت. قالت هذا وغابت عن عينيه، وإذا بجويرية قد خرجت من الأرض وهي بلقيس، وانقض شرحبيل بمن كان معه من رجال على عدوه ذي عوان فظفر به، وعاد وبنته إلى مأرب عاصمة ملكه.
وما ترعرعت بلقيس، وصارت امرأة ذات جمال ورأي وتدبير، حتى مات أبوها دون وصية، فطمعت بالملك ولم يكن له ولد غيرها، وطلبت من قومها أن يبايعوها فأطاعها قوم وأبى آخرون، وملكوا عليهم رجلا يقال إنه ابن أخ لأبيها. وكان هذا الملك فاحشا خبيثا فاسقا أساء السيرة في أهل مملكته حتى كان يمد يده إلى حرم رعيته ويفجر بهن، ولم يكن يبلغه عن بنت جميلة إلا أحضرها وهتكها، فأراد قومه خلعه فلم يقدروا عليه، فلما رأت بلقيس ذلك أدركتها الغيرة، وكان قد طلب منها الحضور إليه، فأرسلت تقول له: بل احضر أنت إلي. فلما جاءها عرضت نفسها عليه، فأجابها: ما منعني أن أبتدئك بالخطبة إلا اليأس منك. فقالت: لا أرغب عنك فإنك كفؤ كريم، فاجمع رجال قومي واخطبني إليهم. فجمعهم وخطبها فقالوا: لا نرى تفعل. فقال: بلى إنها قد رغبت في. فذكروا ذلك لها فقالت: نعم. فزوجوها به، فلما زفت إليه خرجت في أناس كثيرة من حشمها وخدمها، وعند المساء اختلت به وسقته الخمر حتى سكر فحزت رأسه، وانصرفت إلى منزلها من الليل، ولما أصبحت أمرت بأن يعلق رأسه على باب دارها، ثم أرسلت إلى وزرائه وأحضرتهم وقرعتهم، وقالت لهم: أما كان فيكم من يأنف لكريمته أو لكرائم عشيرته؟ ثم أرتهم إياه قتيلا، وقالت: اختاروا رجلا تملكونه عليكم. فأدركوا أن زواجها بالملك لم يكن إلا غدرا وخديعة، وأجابوها قائلين: لا نرضى غيرك. وملكوها عليهم، فجلست على سرير الملك مكان أبيها فأطاعها الملوك، وكانت تجلس من كل أسبوع يوما للحكومة، وتحجب عن الناس بأن تلقي ستورا رقيقة دونهم بحيث تراهم ولا يرونها، والناس وقوف في حضرتها مطرقون رءوسهم من هيبتها، وإذا كان لأحد عندها حاجة يسجد لها أولا، ثم يعرض حاجته في حضرتها فتحكم بها، وإذا فرغت من الحكومة وانصاف المظلوم من الظالم تدخل بيتها السابع وتغلق الأبواب وتحرسها ألوف الحراس.
Bilinmeyen sayfa