القسم الثاني
وهو في تأويل المتشابهات من الأخبار والآيات والكلام فيه مرتب على
مقدمة وفصول
أما المقدمة فهي في بيان أن جميع فرق الإسلام مقرون بأنه لا بد من التأويل في بعض ظواهر القرآن والأخبار أما في القرآن فبيانه من وجوه
الأول هو أنه ورد في القرآن ذكر الوجه وذكر العين وذكر الجنب الواحد وذكر الأيدي وذكر الساق الواحدة فلو أخذنا بالظاهر يلزمنا إثبات شخص له وجه واحد وعلى ذلك الوجه أعين كثيرة وله جنب واحد وعليه أيد كثيرة وله ساق واحدة ولا نرى في الدنيا شخصا أقبح صورة من هذه المتخيلة ولا أعتقد أن عاقلا يرضى بأن يصف ربه بهذه الصفة
الثاني أنه ورد في القرآن أنه نور السماوات والأرض وأن كل عاقل يعلم بالبديهة أن إله العالم ليس هو هذا الشيء المنبسط على الجدران والحيطان وليس هو هذا النور الفائض من جرم الشمس والقمر والنار فلا بد بكل واحد منا من أن يفسر قوله تعالى
ﵟالله نور السماوات والأرضﵞ
بأنه منور السموات والأرض أو بأنه هاد لأهل السموات والأرض أو بأنه مصلح السموات والأرض وكل ذلك تأويل
الثالث قال الله تعالى
ﵟوأنزلنا الحديد فيه بأس شديدﵞ
ومعلوم أن الحديد ما نزل جرمه من السماء إلى الأرض وقال
ﵟوأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجﵞ
ومعلوم أن الأنعام ما نزلت من السماء إلى الأرض
الرابع قوله تعالى ^ وهو معكم أينما كنتم ^ وقوله تعالى
ﵟونحن أقرب إليه من حبل الوريدﵞ
وقوله تعالى
ﵟما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهمﵞ
وكل عاقل يعلم أن المراد منه القرب بالعلم والقدرة الإلهية
Sayfa 67