واعلم أن في تقديم ذكر المكان على ذكر الزمان سرا شريفا وحكمة عالية الحجة الثانية عشرة قوله تعالى
ﵟويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيةﵞ
ولو كان الخالق في العرش لكان حامل العرش حاملا لمن في العرش فيلزم إحتياج الخالق إلى المخلوق ويقرب منه قوله تعالى
ﵟالذين يحملون العرشﵞ
الحجة الثالثة عشرة لو كان تعالى مستقرا على العرش لكان الإبتداء بتخليق العرش أولى من الإبتداء بتخليق السموات لأن تقدير القول بأنه مستقر على العرش يكون العرش مكانا له والسموات مكان عبيده والأقرب إلى العقول أن يكون تهيئة مكان نفسه مقدما على تهيئة مكان العبيد لكن المعلوم أن تخليق السموات مقدم على تخليق العرش قوله تعالى
ﵟإن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرشﵞ
وكلمة ثم للتراخي
Sayfa 33