249

Articles from Dorar.net

مقالات موقع الدرر السنية

Yayıncı

موقع الدرر السنية dorar.net

Türler

ملوك الأرض أهل الرفض
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
٢٨جمادى الأولى١٤٣٢هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
(ملوك الأرض، أهل الرفض) مصطلح أطلقه الحافظ، المحدث، الفقيه، المؤرخ، عماد الدين ابن كثير الدمشقي ﵀ الذي تضلع من علوم الشريعة، واستقرأ التاريخ سطرًا، سطرًا، وكتبه منذ (البداية) إلى (النهاية)، بروح إيمانية، مبصرة، واعية، ونَفَسٍ شجي، معبِّر. أطلقه الحافظ ابن كثير، وهو يتأوه على ما نزل بالمسلمين من خطوب، ومحن، إبان استيلاء الروافض على الممالك الإسلامية، فقال: (وكل هذا في ذمة ملوك الأرض، أهل الرفض، الذين استحوذوا على البلاد، وأظهروا فيها الفساد. قبحهم الله). [البداية والنهاية: ١١/ ٢٦٧]
فقد حل القرن الرابع الهجري، ودويلات الرفض تجثم على الأقاليم الإسلامية، وتنشر الرعب، والخراب، والكفر، والفسوق، والبدعة، في أكنافها:
١ - القرامطة: في الأحساء، والبحرين، يقطعون الطريق على الحجيج، ويقتلونهم في المسجد الحرام، ويلقون جثثهم في بئر زمزم، ويسرقون الحجر الأسود، ويعيثون في البصرة، وسواد العراق فسادًا. وقد دام طغيانهم ما بين (٢٧٨ حتى ٤٦٦) هـ.
٢ - العبيديون: أبناء عبيد بن ميمون بن ديصان القداح، لا نسل فاطمة بنت محمد ﷺ، ورضي عنها، وبرأها من أولئك الأدعياء الأنجاس. وقد حكموا بلاد المغرب، ومصر، ثم أجزاء من فلسطين، والشام، وساموا المسلمين سوء العذاب، لفترة امتدت من (٢٩٧ حتى ٥٦٧) هـ، ونشروا البدعة، والشرك. وكانوا اثني عشر مستخلفًا، لا خليفة، كما قال السيوطي ﵀ في تاريخ الخلفاء. ووصفها مؤرخ الإسلام، الذهبي ﵀ بالدولة العبيدية الخبيثة.
٣ - البويهيون: الأعاجم الذين سيطروا على دار الخلافة، في بغداد، وسيروا خلفاء بني العباس وفق ما يشتهون، واغتالوا منهم من يشاؤون، في الفترة ما بين (٣٢٠ حتى ٤٤٠) هـ. قبحهم الله.
٤ - الحمدانيون: في حلب، وأعمالها، والموصل، في الفترة من (٣١٧ حتى ٣٩٤) هـ
٥ - الصليحيون: في اليمن، في الفترة من (٤٢٩ حتى ٥٦٩) هـ.
قال ابن كثير ﵀: (وقد امتلأت البلاد رفضًا، وسبًا للصحابة من بني بويه، وبني حمدان، والفاطميين. وكل ملوك البلاد؛ مصرًا، وشامًا، وعراقًا، وخراسان، وغير ذلك من البلاد، كانوا رفضًا، وكذلك الحجاز، وغيره، وغالب بلاد المغرب. فكثر السب، والتكفير منهم للصحابة) [البداية والنهاية: ١١/ ٢٣٣]
وهاهو الزمان قد استدار، ودول الرفض الظاهرة، والخفية، تتداعى لإحكام القبضة على بلاد الإسلام، وصنع تحالف طائفي خبيث:
١ - رافضة الخليج في الأحساء والبحرين، يثيرون القلاقل والفتن، ويطمحون إلى تشييع الخليج، وفرسنته.
٢ - الحاكم بأمره القذافي العبيدي، الذي مجَّد الدولة العبيدية، ونسب مصر والمغرب عليها، قبل بضع سنوات، أسفر عن وجهه الكالح، وبطشه الجامح، فعاث يمينًا، وعاث شمالًا، كما الدجال الأكبر. أخزاه الله.
٣ - الخمينيون في إيران يزاولون دور البويهيين، وقد تمكنوا من السيطرة على بغداد، وأهلكوا الحرث والنسل، بتواطئهم مع المستعمر الغربي.
٤ - النصيرية في سوريا الجريحة، يعيدون مآسي الحمدانيين، والدروز المؤلهين للحاكم بأمره العبيدي، ويسفكون دماء أهل السنة، ويمكنون الحاقدين من حزب اللات، وشيعة إيران من بلاد الشام، وفسطاط المسلمين.
٥ - الجارودية في اليمن، المتسترين بالمذهب الزيدي، يتربصون بأهل السنة الدوائر، ويهيئون الطريق للفرس، الروافض، فعادة دولة الصليحيين.

1 / 248