Art and Its Schools in Arabic Prose
الفن ومذاهبه في النثر العربي
Yayıncı
دار المعارف
Baskı Numarası
الثالثة عشرة
Türler
ولا نستطيع أن نسلم بما تقوله دائرة المعارف الإسلامية، إلا إذا سلمنا بأن لقمان عاد هو نفس لقمان المذكور في القرآن، وليس بين أيدينا ما يثبت ذلك، بل على العكس نرى علماء العرب يفرقون بينهما دائما، وقد روت كتب الأمثال عن الأول بعض أمثاله١، بينما روى الإمام مالك في كتابه "الموطأ" بعض أمثال لقمان الحكيم.
وممن عرف بكثرة الحكم، والأمثال في الجاهلية أكثم بن صيفي التميمي٢، ومما ينسب إليه من الحكم: تباعدوا في الديار تقاربوا في المودة -ليس من العدل سرعة العذل- لو أنصف المظلوم لم يبق فينا ملوم، ومن أشهر حكمائهم عامر بن الظرب٣، وكان حكما للعرب تحتكم إليه٤، وافتخر به ذو الإصبع العدواني في بعض شعره٥، ولا يكاد يوجد في العصر الجاهلي سيد مشهور، أو خطيب معروف إلا وتضاف إليه جملة من الحكم والأمثال.
_________
١ انظر مجمع الأمثال للميدني ١/ ٢٣، ٥٦.
٢ راجع مجمع الأمثال ٢/ ١٤٥، وجمهرة الأمثال للعسكري على هامشه ١/ ١٢٠، وشرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة "طبع مطبعة دار الكتب العربية الكبرى" ٤/ ١٥٥.
٣ انظر مجمع الأمثال ١/ ٢١١، ٢/ ١٨٣.
٤ البيان والتبيين ٣/ ٣٨.
٥ أغاني "طبع دار الكتب" ٣/ ٩٠.
٣- الصنعة في الأمثال الجاهلية: من ينعم النظر في الأمثال الجاهلية يجد طائفة منها توفر لها ضروب من القيم التصويرية والموسيقية، ففيها أحيانا تشبيه واستعارة وكناية وتمثيل، وفيها أحيانا أخرى صقل وسجع وتنميق، ونحن نصطلح على تسمية هذه القيم الفنية التي تقابلنا في نصوص الأدب الجاهلي نثره، وشعره باسم الصنعة، وقد تسربت إلى الأمثال بعض هذه القيم التي كانت تشيع في نثر الجاهليين وشعرهم، وليس معنى ذلك أنهم حققوا لأمثالهم جميعا ضروبا مختلفة من هذه القيم، فذلك إنما يظهر في القلة القليلة، أما الكثرة فمغسولة من كل فن وبيان، ومرجع ذلك
٣- الصنعة في الأمثال الجاهلية: من ينعم النظر في الأمثال الجاهلية يجد طائفة منها توفر لها ضروب من القيم التصويرية والموسيقية، ففيها أحيانا تشبيه واستعارة وكناية وتمثيل، وفيها أحيانا أخرى صقل وسجع وتنميق، ونحن نصطلح على تسمية هذه القيم الفنية التي تقابلنا في نصوص الأدب الجاهلي نثره، وشعره باسم الصنعة، وقد تسربت إلى الأمثال بعض هذه القيم التي كانت تشيع في نثر الجاهليين وشعرهم، وليس معنى ذلك أنهم حققوا لأمثالهم جميعا ضروبا مختلفة من هذه القيم، فذلك إنما يظهر في القلة القليلة، أما الكثرة فمغسولة من كل فن وبيان، ومرجع ذلك
1 / 24