Art, Reality, and Aspirations: Stories of Artists and Their Redemption
الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات
Türler
جـ - التقليد الحركي:
عندما يقوم أحد الممثلين بحركات للتهريج والإضحاك، فإن هذه الحركات تنطبع بمخيلة الطفل فتجده يؤدي الحركات نفسها وبنفس راضية، ويقوم بدور الممثل دون أن يعي أن هذه الحركات قد تترك أثرًا في شخصيّته.
فكم نعجب - نحن الكبار- من بعض الممثلين والممثلات وهم يؤدون أعمالًا، فلا نتردد بعدها في إنهاء تلك المهزلة الفنية، بإغلاق جهاز التلفاز، وذلك من بعد محاولات عديدة في البحث عن برنامج يُبثّ ذي قيمة أدبية أو ثقافية، أما الناشئ فإنه لا يدرك أبعاد ما يرى، وقد لا تشدّه إلا الحركات ذاتها دون فهم للحوار ومدى أهمية موضوعه، فتنطبع تلك الحركات في ذاكرته مجردة من كل ما ترمي إليه - هذا إن كانت ترمي إلى شيء - ولك بعدها أن تتصوّر ذلك الكمّ الهائل من السلوكيات الرعناء في الأفلام والمسلسلات، وكيف سيقلّدها هذا الناشئ، ومن تُراه سيقلّد!!
لقد ظهر أحد الممثلين المشهورين - في مسلسل عربي محلي- وهو يؤدي دوره وقد لازمته فيه حركات يتعمّدها، تشابه حركات المعتوهين،، وصار الناشئة يقلّدونه ويتبارون في تقليده حتى أيامنا هذه مع أن المسلسل قد تم عرضه في رمضان ١٤١٨هـ.
هذا النوع من التقليد لا بدّ من أن يترك أثرًا سلبيًا في سلوك الناشئ على مر الأيام، وعندئذٍ سيتأكد الفنان بأنّ ما قدّمه لم يكن ناجعًا إلا في نظره، وأنه كان بهدف الإثراء الشخصي وحسب، وأنه قد قدّم - بفنه هذا - خدمة كبرى لمن يعمدون إلى إفساد توجّهات شباب الأمة الخيّرة، والحادية بهم للتنافس مع سائر الأمم.
1 / 56