قالت: «قصره بمنف، لأني وصيفة لشقيقته سيدتي أرمانوسة.»
فلما سمع اسم محبوبته هشت لها جوارحه، لكنه تجلد وقال: «لعلك خادمتها الخاصة؟»
قالت: «نعم يا سيدي، بل أنا مربيتها، وإذا شئت فقل إني بمنزلة والدتها.»
فتنهد حينئذ أركاديوس ودعا بربارة إلى الجلوس فجلست وأخذ يخاطبها همسا لئلا يسمعه أحد، وهي تناجي نفسها: «ها قد قربت من بلوغ المرام.»
فقال أركاديوس: «قد أصابت أرمانوسة باتكالها عليك، لأني قرأت صورة الإخلاص على محياك. فهل عندك للسر مكان؟»
قالت: «إني جعبة أسرار عميقة، فقل ما بدا لك ولا تخف.»
قال: «هل تعلمين من تخاطبين؟»
قالت: «نعم يا سيدي إني أخاطب أركاديوس بن الأعيرج قائد الجيوش الرومانية في مصر.»
قال: «وهل تعلمين ما بين الرومانيين والأقباط في مصر؟»
قالت: «إذا كنت تعني غير النفور بينهما فربما لا أعلم.»
Bilinmeyen sayfa