فإذ كان الأمر يجرى هذا المجرى فى كل موضع، فينبغى أن يكون أيضا سلب قولنا «يمكن أن يوجد» قولنا «يمكن ألا يوجد» لا قولنا لا «يمكن أن يوجد». غير أنه قد يظن أن قولنا «قد يمكن أن يوجد» وقولنا «قد يمكن ألا يوجد» معنى واحد بعينه. وذلك أن كل ما كان ممكنا أن ينقطع أو أن يمشى فيمكن ألا ينقطع وألا يمشى. والحجة فى ذلك أن كل ما كان ممكنا على هذا النحو فليس أبدا يفعل؛ فلذلك قد يكون له السلب أيضا. وذلك أنه قد يمكن ألا يمشى المشاء، وألا يرى الرائى. إلا أنه ليس يمكن أن يصدق فى شىء واحد بعينه الحكمان المتقابلان. فليس إذا سلب قولنا «قد يمكن أن يكون» قولنا «قد يمكن ألا يكون» لأنه يلزم من ذلك إما الإيجاب والسلب معا لمعنى واحد بعينه فى معنى واحد بعينه؛ وإما أن تكون زيادة اللواحق التى يصير بها القول إيجابا أو سلبا ليس 〈أن〉 نلحق قولنا «يكون» أو «يوجد» أو قولنا «لا يكون» أو «لا يوجد». فإذا كان الأول من هذين ممتنعا، فيجب أن يكون الثانى مؤثرا.
Sayfa 87