قال: فأي الناس أصدق؟ قال: من صدق في المواطن.
ثم أقبل علي عليه السلام على الشيخ، فقال: يا شيخ إن الله عز وجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم، نظرا لهم وزهدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها فصبروا على ضيق المعشية وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا (1) أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا الله عز وجل وهو عنهم راض، وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على الذل، وقدموا القوت الفضل، وأحبوا في الله (، وأبغضوا في الله،) أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة والسلام.
فقال الشيخ: فأين أذهب؟ وأدع الجنة، وأنا أراها وأرى أهلها معك، يا أمير المؤمنين، جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك. فأعطاه أمير المؤمنين سلاحا و حمله، وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام [يضرب] (2) قدما وأمير المؤمنين يعجب مما يصنع، فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى قتل (رحمه الله) (3).
[وأتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام فوجده صريعا ووجد دابته ووجد سيفه في ذراعه فلما انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين عليه السلام بدابته وسلاحه وصلى أمير المؤمنين عليه السلام عليه، وقال:
هذا والله السعيد حقا فترحموا على أخيكم] (4)
Sayfa 64