Kırk Hadis
الاربعون حديثا
Türler
امضى خمسين سنة يصلي ويؤدي الواجبات والمستحبات مصاب برذيلة الكبر التي هي الحاد ، وبالعجب الذي هو اكبر من الفحشاء ، ويتقرب من الشيطان واخلاقيته .
ان الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء ولا تحافظ على القلب ، بل لكثرتها تبعث على ضياع القلب ، ان مثل هذه الطاعة ليست بصلاة . ان صلاتك التي تحافظ عليها كثيرا وتحرص على اقامتها ، اذا كانت تقربك من الشيطان وخصيصته من الكبر ، فهي ليست بصلاة ، لان الصلاة لا تستدعي ذلك .
كل هذه الامور تحصل من العلم والعمل . اما الذي يحصل من غير ذلك فيرجع ايضا الى تصور المرء بانه يمتلك احدى الكمالات وان غيره يفتقر اليها . فهذا الذي يملك الحسب والنسب يتكبر على من لا يملكهما . وقد يتكبر صاحب الجمال على فاقده ، وطالبه ، او اذا كان كثير الاتباع والانصار او ذا قبيلة كبيرة ، او له تلامذة كثيرون ، وامثال ذلك ، فانه يتعالى ويتكبر على الذي ليس له مثل ذلك .
وبناء على ذلك ، فان سبب الكبر انما هو تصور وجود كمال موهوم ، والابتهاج بذلك والعجب به ، ورؤية الآخرين خلوا منه . وقد يحدث احيانا ان صاحب الاخلاق الفاسدة والاعمال القبيحة يتكبر على غيره ، ظانا ان ما فيه ، ضرب من الكمال . وعلى الرغم من ان المتكبر قد يمتنع احيانا لسبب ما من اظهار التكبر علانية ، ولا يفصح عن اي اثر لذلك ، الا ان هذه الشجرة الخبيثة تمد جذورها في قلبه ولا بد ان يتبين اثر ذلك منه اذا خرج عن طوره الطبيعي ، كان يستولي عليه الغضب فيفلت منه الزمام ، واذا به تظهر عليه امارات الكبرياء والتعاظم ، ويباهي الآخرين بما عنده من علم او عمل او اي شيء آخر ، ويفاخرهم به .
وفي احيان اخرى قد لا يهتم باخفاء تكبره على من حوله ، كمام لو كان العنان قد افلت من يده ، فتظهر آثار الكبر في اعماله وحركاته وسكناته ، كان يتقدم في المجالس ويسبق الآخرين في الدخول والخروج ، ولا يسمح للفقراء بحضور مجالسه ، ولا يحضر مجالسهم ، ويحيط نفسه بهالة من الحرمة ، ويظهر التعالي في مشيته وفي نظرته وفي حديثه مع الناس .
يقول احد المحققين ، والذي اخذنا منه الكثير من اصول هذا البحث وترجمناه : «ان ادنى درجة الكبر في العالم هي ان يدير وجهه عن الناس كانه يعرض عنهم ، وفي العابد هي ان يعبس في وجوه الناس ويقطب جبينه ، وكانه يتجنبهم او انه غاضب عليهم ، غافلا من ان الورع ليس في تقطيب الجبين ، ولا في عبوس ملامح الوجه ، ولا في البعد عن الناس والاعراض عنهم ، ولا في لي الجيد ، وطأطأة الراس ، ولملمة الاذيال ، بل الورع يكون في القلب . لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ههنا التقوى» واشار الى صدره .
Sayfa 90