الاربعون حديثا :79
وبعد ما تقدم نستنتج ان جميع اعمالنا هي من اجل اللذات النفسانية ومن اجل الاهتمام بالبطن والفرج . اننا عباد للبطن وعباد للشهوة ، ونترك لذة صغيرة ، للذة اعظم وان وجهة انظارنا وقبلة آمالنا هي فتح بساط الشهوة . ان الصلاة التي هي معراج القرب الى الله نؤديها قربة لنساء الجنة ولا علاقة لها بالقرب الى الله ، ولا علاقة لها بطاعة الامر ، وهي بعيدة آلاف الفراسخ عن رضا الله .
ايها المسكين الغافل عن المعارف الالهية ، يا من لا تفهم سوى ارادة شهوتك وغضبك ، انت المتوسل بالاذكار والاوراد والمستحبات والواجبات ، والتارك للمكروهات والمحرمات والمتخلق بالاخلاق الحسنة ، والمتجنب لسيئات الاخلاق ، ضع اعمالك امام عين الانصاف ، اتقوم بها لاجل الوصول الى الشهوات النفسانية والجلوس على سرر مطعمة بالزبرجد ، ومعانقة الضحوكات والدعوبات في الجنة ، وارتداء الحرير والاستبرق ، والسكنى في القصور الفارهة الجميلات ، والوصول الى الاماني النفسية ؟ افينبغي ان تمن بهذه الاعمال وهي جميعا لاجل النفس ومن اجل عبادتها ، على الله وتعدها عبادة الله ؟ هل يختلف حالكم عن ذلك الاجير الذي ينجز عملا من اجل الاجر ، ثم يقول : انني انجزت ذلك العمل لاجل صاحب العمل فحسب ؟ افلا تكذبوه ؟
الستم كاذبين حينما تقولون : اننا نصلي تقربا الى الله تعالى ؟ الاجل التقرب الى الله هذه الصلاة او لاجل التقرب لنساء الجنة واشباع الشهوة ؟ اقولها صراحة ، ان جميع عباداتنا هذه لهي من كبائر الذنوب عند العرفاء بالله واولياء الله .
ايها المسكين ! انت في حضرة الله جل جلاله ، وفي محضر الملائكة المقربين ، تعمل خلاف رضا الله تعالى ، والعبادة التي هي معراج القرب من الله ، تؤديها لاجل النفس الامارة بالسوء ولاجل الشيطان ، وعندها لا تستحي ان تكذب في العبادة عدة اكاذيب في حضرة الرب والملائكة المقربين وتفتري عدة افتراءات ، وتمن وتعجب وتتدلل ايضا ، ولا تخجل بعد كل ذلك ! بماذا تختلف عبادتي هذه وعبادتك عن معصية اهل العصيان ، واشدها الرياء ؟ فالرياء شرك وقبحه ناشئ من انك لم تؤد العبادة لاجل الله . جميع عباداتنا شرك محض ولا اثر فيها للخلوص والاخلاص ، بل حتى ان رضا الله لا يشترك في الدافع الى انجاز هذه العبادة ، فهي لاجل الشهوات واعمار البطن والفرج فحسب .
ايها العزيز ، ان الصلاة التي تكون لاجل المرأة ، سواء اكانت في الدنيا ام في الجنة ، لا تكون لله ، الصلاة التي تكون من اجل الحصول على آمال الدنيا او آمال الآخرة ، لا علاقة لها بالله فلماذا اذا تتدلل الى هذا الحد ، وتنظر الى عباد الله بعين الاحتقار ، وتحسب نفسك من خواص الله تعالى ؟ ايها المسكين ! انت بهذه الصلاة مستحق للعذاب ومستوجب لسلسلة طولها الاربعون حديثا :80
Sayfa 79