312

Kırk Hadis

الاربعون حديثا

Türler

أن الانبياء معصومون ؟ قال : بلى ، قال : فما معنى قول الله« : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» ؟ قال الرضا عليه السلام : لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما ، فلما جاءهم صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالوا : «أجعل الآلهة ألها واحدا إن هذا لشيء عجاب الى قوله : إن هذا الا اختلاق» (1) .

فلما فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قال له : يا محمد «إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» عند مشركي أهل مكة بدعائك الى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر ؛ لأن مشركي مكة أسلم بعضهم ، وخرج بعضهم عن مكة ؛ ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس اليه . فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم . فقال المأمون : لله درك يا أبا الحسن» (2) .

يقول الكاتب : ان هناك توجيها سادسا للحديث الشريف تجاه تفسير الآية المباركة وحاصله أن المقصود من قوله سبحانه من «ذنبك» ذنوبه صلوات الله عليه في رأي المشركين وحسب زعمهم الفاسد .

فصل: في توجيه عرفاني للآية الشريفة

إعلم أن للآية الشريفة تفسيرا يتبين على أساس ذوق أهل العرفان ومسلك ذوي القلوب ، وعليه لا بد من ذكر الفتوحات الثلاثة الشائعة عندهم . فنقول ان الفتح في مشربهم عبارة عن فتح أبواب المعارف والعوارف والعلوم والمكاشفات على الانسان من قبل الحق سبحانه بعد أن كانت موصدة في وجهه ومغلقة عليه . فما دام الانسان في البيت المظلم للنفس ، وأنه مشدود بالتعلقات والرغبات النفسية ، تكون أبواب المعارف والمكاشفات عليه مسدودة ، وعندما يغادر هذا البيت المظلم ببركة ترويض النفس ، وأنوار الهداية ، واجتياز منازل النفس ، تنفتح أبواب قلبه عليها العلوم والمكاشفات وتلقى المعارف في قلبه ، ويصبح من ذوي مقام القلب . ويدعى هذا الفتح «بالفتح القريب» ، لانه أول الفتوحات وأقربها . ويقال بأن الآية المباركة «نصر من الله وفتح قريب» تشير الى هذا الفتح .

Sayfa 316