260

Kırk Hadis

الاربعون حديثا

Türler

وذلك بالسعي لمحو كل الآثار الجسمية والروحية التي حصلت في مملكة جسمه ونفسه من جراء الذنوب حتى تعود النفس مصقولة كما كانت في بدء الامر ، وتعود الفطرة الى روحانيتها الاصيلة . وتحصل له الطهارة الكاملة .

لقد علمت بأن لكل معصية ومتعة انعكاس وأثر في الروح ، كما قد يحصل اثر من بعض الذنوب واللذائذ في الجسم ، فلا بد للتائب ان ينتفض ويستأصل تلك الآثار ويقوم بالرياضة البدنية والروحية حتى تزول منهما كل تبعات ومضاعفات الخطايا والآثام ، كما أمرنا الامام علي عليه الصلاة والسلام .

فعن طريق ممارسة الرياضة الجسمية من الامساك عن أكل المقويات والمنشطات والصيام المستحب او الواجب اذا كان في ذمته صيام واجب ، يذيب اللحوم التي نشأت على جسمه من الحرام والمعصية او ايام الخطايا والآثام .

وعن طريق الرياضة الروحية من العبادات والمناسك يتدارك الحظوظ الطبيعية ، لان صورة اللذات الطبيعية لا تزال مائلة في ذائقة النفس ، وما دامت عالقة بها ترغب اليها النفس ، ويعشقها القلب ويخشى من لحظة طغيان النفس وتمردها على صاحبها والعياذ بالله . فلا بد على السالك لسبيل الآخرة والتائب عن المعاصي ان يذيق الروح الم الرياضة الروحية ومشقة العبادة . فاذا سهر ليلة في المعصية تداركها بليلة من العبادة . واذا عاش يوما واحدا من اللذائذ الطبيعية تداركه بالصوم والمستحبات المناسبة حتى تطهر النفس من كل آثار المعاصي وتبعاته التي هي عبارة عن تعلق حب الدنيا بالنفس ورسوخه فيها ، وتتطهر من كل ذلك .

نعم تكون التوبة في هذه الصورة اكمل ، ويعود النور الى فطرة النفس ، ويستمر في غضون اشتغاله بهذه الامور التفكر والتدبر في نتائج المعاصي وشدة بأس الحق المتعالي ، ودقة ميزان الاعمال وشدة عذاب عالم البرزخ والقيامة . وليعلم وليلقن النفس والقلب ، بأن كل ذلك نتاج وصور هذه الاعمال القبيحة والمخالفة مع مالك الملوك . ونأمل بعد هذا العلم والتمعن ان تنفر النفس عن المعاصي ، وترتدع بشكل كامل ونهائي ، وينتهي بالتوبة الى النتيجة المطلوبة ، وتتم توبته وتكمل .

فهذان المقامان من المتممات والمكملات لمنزل التوبة . والانسان في بدء الامر عندما يريد ان يدخل مقام التوبة ويتوب الى الله لا يظن بأن المطلوب منه المرتبة الاخيرة من التوبة حتى يجد الطريق صعبا وعملية التوبة شاقة فينصرف عنها ويتركها .

ان كل مقدار يساعد عليه حال السالك ، في سلوكه لطريق الآخرة ، يكون مطلوبا ومرغوبا فيه ، وعندما تطأ قدماه الطريق ييسر الله تعالى له الطريق . فلا بد ان لا تحجز صعوبة الطريق ، الاربعون حديثا :265

Sayfa 264