133

واقفا ، واذا كان واقفا فليجلس ، او ان يشغل نفسه بذكر الله تعالى . بل هناك من يرى وجوب ذكر الله في حال الغضب ، او ان يشغل نفسه بأي امر آخر .

على كل حال ، يسهل كبح جماح الغضب في بداية ظهوره . ولهذا العمل في هذه المرحلة نتيجتان :

الاولى : هي ان يهدئ النفس ويقلل من اشتعال الغضب . والثانية : هي انه يؤدي الى المعالجة الجذرية للنفس . فاذا راقب الانسان حاله وعامل نفسه بهذه المعاملة تغيرت حاله تغيرا كليا واتجهت نحو الاعتدال . وقد وردت الاشارة الى بعض ذلك في كتاب (الكافي) باسناده عن ابي جعفر عليه السلام قال :

«ان هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم وان احدكم اذا غضب احمرت عيناه وانتفخت اوداجه ودخل الشيطان فيه ، فاذا خاف احدكم ذلك من نفسه فليلزم الارض فان رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك» (1) .

وباسناده ، عن ميسر قال : ذكر الغضب عند ابي جعفر الباقر عليه السلام فقال :

«ان الرجل ليغضب فما يرضى ابدا حتى يدخل النار فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك فانه سيذهب عنه رجز الشيطان وايما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه ، فان الرحم ، اذا مست ، سكنت» (2) .

يستفاد من هذا الحديث الشريف علاجان عمليان حال ظهور الغضب . الاول عام ، وهو الجلوس من القيام ، اي تغيير وضعية الانسان ، ففي حديث آخر انه اذا كان جالسا عند الغضب فليقم واقفا .

وقد نقل عن الطرق العامة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يغضب ، يجلس ، اذا كان واقفا ، ويستلقي على قفاه اذا كان جالسا ، فيسكن غضبه .

والعلاج العملي الآخر علاج خاص بالأرحام ، وهو أن يمسه فيسكن غضبه .

هذه معالجات يقوم بها الغاضب لنفسه . اما اذا اراد الآخرون معالجة الغاضب فعند ظهور بوادر الغضب ، عليهم ان يعالجوه باحدى الطرق العلمية والعملية المذكورة . ولكن اذا اشتدت حاله واشتعل غضبه ، فان النصائح تنتج عكس المطلوب . ولذلك يكون علاجه وهو في هذه الحال صعبا ، الا بتخويفه من قبل شخص يهابه ويخشاه ، وذلك لان الغاضب انما يغضب الاربعون حديثا :138

Sayfa 137