Kırk Hadis
الاربعون حديثا
Türler
الحرمات ، فيخسر الدنيا والآخرة ، كما جاء في الكافي عن ابي عبد الله عليه السلام في حديث له :
كان ابي يقول : «اي شيء اشد من الغضب ؟ ان الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة» (1) .
لقد وقعت افظع الفتن وارتكبت افجع الاعمال بسبب الغضب واشتعال ناره الحارقة . وعلى الانسان ، وهو سليم النفس ، ان يكون على حذر كثير من حال غضبه . واذا كان يعرف من نفسه حدوث حالات الغضب ، عليه ، في اثناء هدوئه النفسي ، ان يعالجها وان يفكر في مبادئها وفي مفاسدها عند اشتدادها وآثارها ونتائجها في النهاية ، لعله يصل الى معرفة طريق لانقاذ نفسه . فليفكر في ان هذه الغريزة التي وهبها الله تعالى اياه لحفظ نظام الظاهر والباطن وعالم الغيب والشهادة ، اذا استخدمها لغير تلك الاهداف وبخلاف ما يريد الله سبحانه وضد المقاصد الالهية ، فما مدى خيانته ؟ وما هي العقوبات التي يستحقها ؟ وكم هو ظلوم جهول ؟ لانه لم يصن امانة الحق تعالى ، بل استعملها في العدوات والمخاصمات . ان امرء هذا شانه لا يمكن ان يامن الغضب الالهي .
ثم ان عليه ان يفكر في المفاسد العملية والاخلاقية التي تتولد من الغضب ومن سوء الخلق . اذ كل مفسدة من هذه المفاسد يمكن ان تكون سببا في ابتلاء الانسان بصورة دائمة ببلايا شديدة في الدنيا ، وبالعذاب والعقاب في الآخرة .
اما المفاسد الاخلاقية التي تتولد من هذا الخلق فهي الحقد على عباد الله ، وقد ينتهي به الامر الى الحقد على الانبياء والاولياء ، بل وحتى على ذات الله المقدسة الواجبة الوجود وولي النعم ، وشدة هذا القبح وهذه المفسدة واضح للجميع . نعوذ بالله تعالى من شر نفس عنيدة اذا ما انفصم وثاقها للحظة واحدة ، جرت الانسان الى تراب الذل وقادته الى ارض الهلاك الابدي . وكذلك الحسد الذي مرت بك بعض مفاسده وشروره في شرح الحديث الخامس . وغير ذلك من المفاسد الاخرى التي تتولد من الغضب .
واما مفاسد الغضب المؤثرة في الاعمال فانها ليست بمحصورة ، فلعله يتفوه بما فيه الارتداد او سب الانبياء والاولياء والعياذ بالله وهتك الحرمات الالهية ، وخرق النواميس المقدسة ، وقتل الانفس الزكية ، والافتراء على العوائل المحترمة بما يصمها بالعار والذل ويقضي على النظام العائلي بكشف الاسرار وهتك الاستار . وغير ذلك من المفاسد التي لا تحصى والتي يبتلي بها الانسان لدى فورة الغضب الباعثة على نسف الايمان وهدم البيوت .
Sayfa 135