ونتائج الاعمال ، وعدم الانبهار بالمظاهر الخلابة والزركشة المغرية .
ان المؤلف قدس الله نفسه يشفع الابحاث العلمية في معظم الاحاديث بالموعظة والنصيحة حتى تكون فائدة البحث اوفى ، وثمرة الحديث انضج .
ويشعر القارئ بان هذه النصائح والمواعظ الربانية تنبعث من القلب الطاهر النقي المحفوف بالحب الالهي والاخلاص الكامل ، لانها تاخذ الانسان وتهيمن عليه وترتسم في القلب .
خامسا الداء والدواء :
يتولى السيد الامام رحمه الله تعالى بيان المساوئ الخلقية والعاهات النفسية مع بيان آثارها واعراضها على الانسان والمجتمع .. ثم يطرح صيغة العلاج بشقيها العلمي والعملي مع التذكير مغبة الامراض النفسية اذا اهملها الانسان واجلها والتنبيه بنتائجها على الصعيد الفردي والاجتماعي والدنيوي والاخروي .
ومثل هذا الاسلوب من الطرح والعلاج وان كان مذكورا في بعض الكتب الاخلاقية ولكنها لا تقدم الوصفة العلاجية الطيبة بمثل ما نشهد في هذا الكتاب .
سادسا التواضع والتذلل :
ان المؤلفين في مختلف الموضوعات ان لم يتبجحوا ويفتخروا بانجازاتهم وافكارهم وابحاثهم ، يختاروا الصمت ويتركوا الحكم على الكتاب ومحتوياته الى القارئ . ولكننا في هذا الكتاب نجد التواضع والاحتقار من المؤلف لنفسه والاستهانة بالافكار التي يبديها والابحاث التي يشرحها امام الفلاسفة والعلماء والاجلاء وكان تلميذا بسيطا يسطر امام العظماء والكبار دروسه فيعتذر امام القارئ مما يكتبه ويصنفه .
ان الامام رضوان الله تعالى عليه يزدري نفسه ويحتقرها ولا يجد لها شانا على كافة المستويات العلمية والعرفانية والفلسفية والعملية والاخلاقية . وهذا امر نكاد ان لا نعثر عليه في كتاب آخر .
سابعا التعظيم للعلماء :
ان ادب المؤلف طيب الله ثراه قد دفع به الى تجليل كل العلماء والمحدثين والفلاسفة وتعظيم كل من يرد ذكره في الكتاب فيعبر عن الكليني بثقة الاسلام والمسلمين تارة وبحجة الفرقة وثقتها اخرى وشيخ المحدثين وافضلهم ثالثة . وعن نصير الدين الطوسي بافضل المتاخرين واكمل المتقدمين ، وعن البهائي العاملي بالشيخ الجليل الاربعون حديثا :14
Sayfa 13