الحديث الأربعون:
48 - أخبرني الشيخان الإمامان الأخوان مجد الدين أبو الفضل، ومحي الدين أبو الخير ابنا الشهاب محمود بن مودود الموصليان - رحمهما الله تعالى - بقراءتي على الأول ببغداد وذلك يوم الأحد الثالث والعشرين من شوال سنة اثنتين وسبعين وستمائة، وبروايتي عن الثاني كتابة إلي من الموصل في شهر ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وستمائة، قالا: أنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي إجازة ح. وأخبرنا الشيخ الصالح المعمر عماد الدين عبد الحافظ ابن الشيخ بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس يوم الاثنين رابع صفر سنة خمس وتسعين وستمائة، قلت له: أخبرك القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الخرستاني إجازة، قالا: أنا الشيخان الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي، والشيخ أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي إجازة ح. وأخبرني الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي بقراءتي عليه بها في سنة خمس وتسعين وستمائة، فقلت له: أخبرك الشيخان رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي المقرئ إجازة، عن محمد بن الفضل الفراوي إجازة، والشيخة الصالحة أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الشعري الجرجاني إجازة، عن أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي إجازة، قال الفراوي: أخبرنا (ق25أ) أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الخشاب، وقال الشحامي: أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، قالا: أنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي الشيباني في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، أنا قتيبة، ثنا أبو هاشم كثير الأبلي، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث معاوية بن قرة، قال: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن ثمان سنين، وكان أبي توفي، فتزوجت أمي بأبي طلحة، وكان أبو طلحة إذ ذاك لم يكن له شيء، وربما بتنا الليلة والليلتين بغير عشاء، فوجدنا كفا من شعير فطحنت وعجنت وخبزت منه قرصين، وطلبت شيئا من اللبن من جارة لها أنصارية، فصبت على القرص، فقالت لي: اذهب فادع أبا طلحة تأكلان جميعا فخرجت أشد فرحا لما أريد أن آكل، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا وأصحابه، فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي تدعوك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه: قوموا، فجاء حتى انتهى إلى قريب من منزلنا، فقال لأبي طلحة: هل صنعتم شيئا دعوتمونا إليه؟ قال أبو طلحة: والذي بعثك بالحق نبيا ما دخل فمي منذ غداة أمس شيء قال: فلأي شيء دعتنا أم سليم؟ ادخل، فانظر، فدخل أبو طلحة، فقال: يا أم سليم لأي شيء دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما فعلت، غير أني اتخذت قرصا من شعير، وطلبت من جارتي الأنصارية لبنا فصببت على القرص، فقلت لأنس: اذهب فادع أبا طلحة تأكلان جميعا، فخرج أبو طلحة، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: الذي قالت أم سليم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ادخل بنا يا أنس، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة، وأنا معهم، فقال: يا أم سليم ائتني بقرصك، فأتته فوضع بين يديه، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم بكفه على القرص، وفرق بين أصابعه فقال: يا أبا طلحة اذهب فادع من أصحابنا عشرة، فدعا بعشرة، فقال لهم: اقعدوا وسموا الله، وكلوا من بين أصابعي، فقعدوا، وقالوا: بسم الله، فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا، فقالوا: شبعنا فقال: انصرفوا، وقال لأبي طلحة: ادع بعشرة آخرين، فما زال تذهب عشرة (ق25ب)، وتجيء عشرة حتى أكل منه ثلاثة وسبعون رجلا، ثم قال: يا أبا طلحة، ويا أنس تعالوا، فأكل النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة، وأنا معهم حتى شبعنا، ثم إنه رفع القرص، فقال: يا أم سليم كلي، وأطعمي من شئت, فلما أبصرت أم سليم ذلك أخذتها الرعدة ".
متفق على صحته، أخرجاه من طرق وفيه زيادة ونقصان.
رواه شيخ الإسلام نجم الدين المعروف بكبرى - سلام الله ورضوانه عليه - بقراءتي عليه، عن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي، أنا جدي أبوعبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو سعيد محمد بن علي الخشاب ح. قال: وأنا عبد المنعم الفراوي، أنا جدي وجدتي طريفة بنت طاهر بن محمد الشحامي، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار ح. وأنا عبد المنعم الفراوي، أنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي، أنا أبو سعيد وجيه بن أبي الطيب الجلاب المستملي ح. قال: وأنا الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن علي الشيروي وأخوه الزكي أبو حفص عمر الصيرفي قراءة عليهما في دارهما بحارميلان، والإمام البارع أبو المعالي محمود بن أبي المعالي بن الحسن الخواري قراءة عليه بخانقاه محمشاباذ في تواريخ مختلفة، وأبو المحاسن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد المالكي في كتابه، قالوا: أنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قراءة عليه في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وقع إلينا بحمد الله تعالى بدلا عاليا.
قال شيخ الإسلام - رضي الله عنه -: حديث غريب الإسناد صحيح المتن، رواه جماعة عن أنس بألفاظ مختلفة مثل يعقوب، وعبد الله، عمرو، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وزمعة بن أبي عبد الرحمن، ويزيد بن أبي منصور، ومحمد بن سيرين، ومحي بن عمارة، وسعد بن سعيد، وحميد الطويل، والنضر بن أنس وأكثرها مخرج في الصحيح لمسلم وانتقا على إخراجه من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة فرواه البخاري، عن قتيبة، وجماعة، ورواه يحيى بن يحيى كلهم: عن مالك، عن إسحاق، وأخرجه مسلم أيضا عن عمرو الناقد، عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبد الله بن عمر، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي ليلى، عن أنس، وأخرجه مسلم أيضا (ق26أ) عن الحلواني، عن وهب بن جرير عن أبيه جرير بن يزيد، عن عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، وقال أبو عوانة الأسفراييني، ثنا إسماعيل القاضي، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن معاوية، عن أبي مزرد، أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي طلحة الأنصاري، عن أبيه، عن أبي طلحة الحديث بمعناه، قال شيخ الإسلام - رضي الله عنه - فعلى هذا كأني سمعته من صاحب مسلم، وكأني سمعته من أبي عوانةالإسفراييني نفسه وصافحته، قلت فبحمد الله سبحانه كأني سمعته ممن صافح صاحب مسلم، وسمعه منه، وكأني سمعته من صاحب أبي عوانة وصافحته - رضي الله عنهما -.
آخر الأربعين التساعيات العدال.
Sayfa 27