الباب الثالث: في ذكر ما أوجب الله تعالى على العباد، أن
يستعملوه عند ظهور الفتن في البلاد، وهو أن يشتغل العبد بما يعنيه، ويطلب ما فيه سلامة دينه يوم يفر المرء من أخيه.
لما حدثناه أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله ابن بشران ببغداد حدثنا أبو جعفر محمد ابن عمرو بن البختري قال: حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا روح بن عبادة حدثنا عثمان الشحام حدثنا مسلم بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
((ستكون فتن ثم تكون فتنة الماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا وإن القاعد فيها خير من القائم فيها ألا وإن المضطجع فيها خير من القاعد فإذا نزلت فمن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ألا ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، ألا ومن كانت له إبل فليلحق بإبله)).
فقال رجل من القوم: يا نبي الله جعلني الله فداك أرأيت من ليس له غنم ولا أرض ولا إبل كيف يصنع؟.
قال:
((فليأخذ سيفه ثم ليعمد به إلى صخرة ثم ليدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاة. اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت)).
Sayfa 171