Arbain Mughniyya
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Türler
515- أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن بدران بن منصور القاهري المقرئ المعروف بابن الجرائدي بقراءتي عليه بدمشق قال: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن بن الحاسب الإسكندري قراءة عليه وأنا أسمع بمصر، أنا جدي الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي بالإسكندرية، أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي بأصبهان، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران السكري ببغداد، ثنا الحسين بن صفوان البرذعي، ثنا عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا، حدثني أبي والعباس بن هشام، عن هشام بن محمد، حدثني أبو نصر مالك بن نصر الدالاني قال: سمعت أعشى همدان الشاعر قال: ((سمعت رجلا منا يحدث، قال: خرج مالك بن [حريم] الهمداني الشاعر في الجاهلية ومعه نفر من قومه يريدون عكاظا، قال: فاصطادوا ظبيا في طريقهم وقد أصابهم عطش شديد، فانتهوا إلى مكان يقال له: أجيرة، فجعلوا يفصدون دم الظبي ويشربونه من العطش، حتى إذا نفد ذبحوه، ثم تفرقوا في طلب الحطب، فنام مالك في الخباء، فأثار أصحابه شجاعا، فانساب حتى دخل خباء مالك، وأقبلوا فقالوا: يا مالك عندك الشجاع فاقتله، فاستيقظ مالك فقال: أقسمت عليكم إلا كففتم عنه، فكففنا وانساب الأسود، فأنشأ مالك يقول:
وأوصاني الحريم بعز جاري ... وأمنعه وليس به امتناع
وأدفع ضيمه وأذود عنه ... وأمنعه إذا منع المتاع
فدا لكم أبي عنه تنحوا ... [لشيء] ما استجار به الشجاع
ولا تتحملوا دم مستجير ... تضمنه أجيرة فالتلاع
فإن لما ترون غبي أمر ... له من دون أعينكم قناع
ثم ارتحلوا وقد أجهدهم العطش، فإذا بهاتف يهتف بهم ويقول:
يا أيها الركب لا مأل أمامكم حتى ... تسوموا المطايا يومها التعبا
ثم اعدلوا شأمه فالماء عن ... كثب عين رواء وماء يذهب اللغبا
حتى إذا ما أصبتم منه ريكم ... فاسقوا المطايا ومنه فاملؤوا القربا
قال: فعدلوا شأمه، فإذا هم بعين خرارة، فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا منه ريهم، ثم أتوا عكاظا، ثم انصرفوا فانتهوا إلى موضع العين فلم يروا شيئا، وإذا بهاتف يقول:
يا مال جزاك الله عني صالحة ... هذا وداع لكم مني وتسليم
Sayfa 438