Dört Mektup
أربع رسائل لقدماء فلاسفة اليونان وابن العبري
Türler
Académié des Inscriptions et des Belles-LettresXXX,1, 419-482
فهناك مقالة تحت عنوان اقتصاديات أرسطاطاليس وثاوفرستوس (
Mémoire sur les ŒCONOMICA d’Aristote et de Théophraste ) فمن المقابلة بين ما ورد فيهما ولا سيما مقالة أرسطاطاليس، وما جاء في مقالتنا هذه التي حاولنا نشرها اتفاقات عديدة سواء كان في المادة أو في الصورة، ففي كليهما قول في ما يجب على الإنسان تدبيره من الأموال والعبيد والأهل والأقارب كالزوجة والبنين. وبينهما شبه أيضا في الطريقة الكتابية، ثم إن في مكتبة الإسكوريال في مدريد كتاب موسوم بالعدد 883 (
CASIRI, I, P. 300, MS. DCCCLXXXIII ) اسمه كتاب تدبير المنزل لأرسطاطاليس لم يمكنا الوقوف عليه ولعل بينه وبين نسختنا بعض الشبه، فندع الحكم في ذلك لعلماء إسبانية.
وقد وقع في الأصل الذي أخذنا عنه بعض الأغلاط فأشرنا إليها بين هلالين، وجعلنا بين معقفين [] ما فقد أو نسخ من الأصل. وهناك أيضا عبارات ملتبسة تركناها على أصلها. (ل. ش) (1) كتاب برسيس (؟) في تدبير الرجل لمنزله (62) «قال» إن أمر المنزل يتم بأربع خصال: أولها المال، والثاني الخدم، والثالث المرأة، والرابع الولد. (1-1) المال وتدبيره
أما المال فلأن الخالق تبارك وتعالى وإن كان جعل في الإنسان القوى التي يحتاج إليها لقوام بدنه وصلاح أمره، فإنه قد جعله مع ذلك منتقضا مستحيلا متقضبا (كذا)؛ ولذلك صار الإنسان محتاجا إلى أن يستمد ويسترد مكان ما يتحلل منه؛ أعني بقولي القوى: أي القوة التي ينزع بها (كذا) كل واحد من أعضائه ما يشاكله من الغذاء بالمقدار الذي يحتاج إليه. والقوة التي تحيل ذلك الغذاء وتقلبه حتى يصير شبيها بالعظو (بالعضو) الذي يغتذي منه. فإن كان المغتذى به لحما صار لحما، وإن كان عظما صار عظما، وإن كان عصبا صار عصبا. والقوة التي تحفظ على العضو ما اجتذب إليه ما دام سيالا حتى يجمد ويتصل به، والقوة التي تنفي عن كل واحد من الأعضاء ما يبقى من ذلك الغذاء من الفضل، مما يبعد من طبعه، فلا يقوى على قلبه وإحالته إلى طبيعته (63). والقوة التي تنميه وتمدده حتى يريد [يزيد] في طوله وعرضه وعمقه على مقادير أجرايه (أجزائه).
فأقول إنه وإن كان قد جعل [الله] في الإنسان هذه القوى كلها ، وقوى أخرى كثيرة معها بها يكون تدبير بدنه، فإنه قد جعل فيه شيئين بهما قوامه وأحدهما يفني الآخر ويحلله. وذلك أن قوامه بالحرارة والرطوبة ومن شأن الحرارة أن تحلل الرطوبة وتفنيها؛ فلذلك لا يمكن أن يقف على حال واحدة، ولكنه يتحلل تحللا دائما متصلا؛ ولذلك يحتاج إلى أن يستمد مكان ما يتحلل منه، وهو العدي (الغذاء) الذي يعيد به (يغتذي به أو يغذيه).
ولو كان البدن مع هذا من جنس واحد لكان الذي يحتاج إليه إنما هو نوع واحد من الغذاء، لكنه لما كانت أجزاؤه مختلفة احتاج لذلك إلى أغذية مختلفة الأنواع والطعوم وجميعها من النبات والحيوان؛ لأن غذاء كل شيء من أقرب الأشياء إليه، وليس شيء أقرب إلى طبيعة بدن الإنسان من الحيوان والنبات. والنبات والحيوان محتاجان إلى أنواع من الصناعات حتى يكونا ثم حتى ينميا بعد كونهما. أما النبات فيحتاج إلى أن يزرع أو يغرس ثم يسقى ويربى إلى غير ذلك مما فيه تمام الانتفاع به. وأما الحيوان فإلى أن يغتذي ويحرك (ويتحرك) وىكىر (ويكبر) (64) ما (وما) أشبه ذلك مما فيه مصلحه (مصلحته).
ويحتاج أيضا لجمع الغذاء وإعداده وتهييه (وتهيئة) ما يكون به الإنسان والحيوان إلى صناعات أخر كثيرة مختلفة، والإنسان وإن كان قد جعلت فيه قوة الاستنباط لكل صناعة، وقوة التعلم لها، فليس يمكن الواحد من الناس لقصر عمره أن يستنبط ذلك، ولا أن يتعلمه لأن له في استنباط صناعة واحدة أو تعلمها شغلا عن استنباط سائر الصناعات أو تعلمها. وإن كان فيه احتمال لتعلم كثير منها فليس فيه احتمال لتعلمها كلها، والإنسان محتاج في تدبيره معاشه إلى الصناعات.
والصناعات أيضا مضمن بعضها ببعض كالبناء الذي يحتاج إلى النجار، والنجار يحتاج إلى صناعة الحدادين وصناعة الحدادين تحتاج إلى أصحاب المعادن، وتلك الصناعة إلى البناء. فكل واحدة من الصناعات، وإن كانت تامة في نفسها تحتاج إلى الأخرى كما تحتاج أجزاء السلسلة بعضها إلى بعض، وإن ارتفعت صناعة واحدة بطل بارتفاعها الباقي من الصناعات، فلما كان كل واحد من الناس يحتاج في تدبيره (65) أمره إلى أنواع مختلفة مما يغتذي به ويستتر به، وكان يحتاج لذلك إلى جميع الصناعات كان (وكان) لا يمكن أن يكون الواحد محكما لجميع الصناعات؛ صار الناس جميعها محتاجا بعضهم إلى بعض في تدبير معاشهم، ولهذه العلة احتاج الناس إلى اتخاذ المدن والاجتماع فيها؛ ليعين بعضهم بعضا بالصناعات.
Bilinmeyen sayfa