اختصار الأبواب التي في كتاب «المدينة الفاضلة»

تأليف أبي نصر محمد بن محمد بن طرخان

ابن اوزلغ الفارابي التركي

١ القول في الشيء الذي ينبغي أن يعتقد فيه أنه هو الله تعالى ، ما هو ، وكيف هو ، وبما ذا ينبغي أن يوصف ، وبأي وجه هو سبب سائر الموجودات ، وكيف تحدث عنه ، وكيف يفعلها ، وكيف هي مرتبطة به ، وكيف يعرف ويعقل ، وبأي الأسماء ينبغي أن يسمى ، وعلى ما ذا ينبغي أن يدل منه بتلك الأسماء؟

٢ القول في الموجودات التي ينبغي أن يعتقد فيها أنها هي الملائكة ، ما هو كل واحد منها ، وكيف هو ، وكيف حدوثه ومرتبته منه ، وما مراتب بعضها من بعض ، وما ذا يحدث عن كل واحد منها ، كيف هو سبب لكل واحد مما يحدث عنه ، وفي ما ذا تدبيره ، وكيف تدبيره ، وان كل واحد منها هو سبب جسم ما من الأجسام السماوية ، واليه تدبير ذلك الجسم.

٣ القول في جمل الأجسام السماوية ، وأن واحدة واحدة منها مرتبطة

Sayfa 21

بواحد واحد من الثواني ، وأن كل واحد من الثواني اليه تدبير الجسم السماوي المرتبط به.

٤ القول في الأجسام التي تحت السماوات وهي الأجسام الهيولانية ، كيف وجودها ، وكم هي في الجملة ، وبما ذا يتجوهر كل واحد ، وبما ذا يفارق الموجودات التي سلف ذكرها.

٥ القول في المادة والصورة ، ما كل واحد منهما ، وهما اللتان بهما يتجوهر الأجسام ، وما رتبة كل واحد منهما من الأخرى ، وما هذه الأجسام التي تتجوهر بهما ، وأي وجود يحصل لكل واحد منها بالمادة ، وأي وجود يحصل له بالصورة.

٦ القول في كيفية ما ينبغي أن يوصف به الموجودات التي ينبغي أن يقال إنها هي الملائكة.

٧ القول بما ذا ينبغي أن يوصف به الأجسام السماوية في الجملة.

٨ كيف يحدث الأجسام الهيولانية بالجملة ، وأيها يحدث أولا ، وأيها يحدث ثانيا ، وأيها يحدث ثالثا ، الى أن ينتهي الترتيب الى آخر ما يحدث ، وان آخر ما يحدث هو الانسان ، والأخبار عن حدوث كل صنف منها مجملا.

٩ كيف يجري التدبير في بقاء كل نوع منها ، وفي بقاء أشخاص كل نوع ، وكيف وجه العدل في تدبيرها ، وأن كل ما يجري منها فانما يجري على نهاية العدل والاحكام والكمال فيه ، وأنه لا جور في شيء منها ولا اختلال ولا نقص ، وأن ذلك هو الواجب ، وأنه لا يمكن أن يكون في طباع الموجودات غيرها.

١٠ في الانسان وفي قوى النفس الانسانية ، وفي حدوثها ، وأيها يحدث أولا ، وأيها يحدث ثانيا ، وأيها يحدث ثالثا ، ومراتب بعضها من بعض ، وأيها

Sayfa 22

يرؤس فقط ، وأيها يخدم شيئا آخر ، وأيها يرؤس شيئا ويخدم شيئا آخر ، وأيها يرؤس أيها.

١١ في حدوث أعضائه وفي مراتبها ، ومراتب بعضها من بعض ، وأيها هو الرئيس ، وأيها هو الخادم ، وكيف يرؤس ما يرؤس منها ، وكيف يخدم ما يخدم منها.

١٢ في الذكر والأنثى ، ما قوة كل واحد منهما ، وما فعل كل واحد منهما ، وكيف يحدث الولد عنهما ، وبما ذا يختلفان ، وبما ذا يشتركان ، وما السبب في التذكير والتأنيث ، وكيف صار الولد ربما أشبه والديه ، وربما أشبه أحدهما فقط ، وربما أشبه بعض أجداده الأبعدين ، وربما لم يشبه أحدا من آبائه وأمهاته.

١٣ كيف ترتسم المعقولات في الجزء الناطق من النفس ، ومن أين ترد عليه ، وكم أصناف المعقولات ، وما العقل الذي بالقوة ، وما العقل الذي بالفعل ، وما العقل الهيولاني ، وما العقل المنفعل ، وما العقل الفعال ، وما مرتبته ، ولما ذا يسمى العقل الفعال ، وما فعله ، وكيف ترتسم المعقولات في العقل الذي بالقوة حتى يصير عقلا بالفعل ، وما الارادة ، وما الاختيار ، ولأي جزء هما من أجزاء النفس ، وما السعادة القصوى ، وما الفضائل ، وما النقائص ، وما الخيرات في الأفعال ، وما الشرور منها ، وما الجميل ، وما القبيح منها.

١٤ في الجزء المتخيل من أجزاء النفس ، وكم أصناف أفعالها ، وكيف تكون الرؤيا ، وكم أصنافها ، ولأي جزء من أجزاء النفس هي ، وما السبب في صدق ما يصدق منها ، وكيف يكون الوحي ، وأي انسان سبيله أن يوحى اليه ، وبأي جزء من أجزاء النفس يتلقى الانسان الموحى اليه الوحي ، وما السبب في أن صار كثير من الممرورين يخبرون بأشياء مستقبلة ويصدقون.

١٥ في حاجة الانسان الى الاجتماع والتعاون ، وكم أصناف الاجتماعات

Sayfa 23

الانسانية ، وما الاجتماعات الفاضلة وما المدينة الفاضلة ، وبما ذا تلتئم ، وكيف ترتيب أجزائها ، وكيف يكون أصناف الرئاسات الفاضلة في المدن الفاضلة ، وكيف ينبغي أن يكون ترتيب الرئيس الفاضل الأول ، وأي شرائط وعلامات ينبغي أن نعتقد في الصبي والحدث حتى اذا وجدت فيه كانت توطنه لأن يحصل له ما يرؤس به الرئاسة الفاضلة ، وأي شرائط ينبغي أن يكون فيه اذا استكمل حتى يصير بها رئيسا فاضلا أولا. وكم أصناف المدن المضادة للمدينة الفاضلة ، وما المدينة الجاهلة ، وما المدينة الضالة ، وكم أصناف المدن والرئاسات الجاهلة.

١٦ ثم ذكر السعادات القصوى التي اليها تصير أنفس أهل المدن الفاضلة في الحياة الآخرة ، وأصناف الشقاء التي تصير اليها نفوس أهل المدن المضادة للمدن الفاضلة بعد الموت.

١٧ كيف ينبغي أن يكون الرسوم في تلك لمدن الفاضلة ، ثم ذكر الأشياء التي عنها ينبعث في نفوس كثير من الناس الأصول الفاسدة الكاذبة التي عنها انتزعت آراء الجاهلية.

١٨ ثم اختصاص أصناف آراء الجاهلية التي عنها حصلت الأفعال والاجتماعات في المدن الجاهلة.

١٩ ثم اختصاص الأصول الفاسدة التي عنها تنبعث الآراء التي عنها تنبعث الملل الضالة.

Sayfa 24

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب ألفه أبو النصر الفارابي

في مبادئ آراء أهل المدينة الفاضلة

الباب الأول القول في الموجود الأول

الموجود الأول هو السبب الأول لوجود سائر الموجودات كلها ، وهو بريء من جميع أنحاء النقص. وكل ما سواه فليس يخلو من أن يكون فيه شيء من أنحاء النقص ، إما واحدا وإما أكثر من واحد . وأما الأول فهو خلو من أنحائها كلها ، فوجوده أفضل الوجود ، وأقدم الوجود ، ولا يمكن أن يكون وجود أفضل ولا أقدم من وجوده . وهو من فضيلة الوجود في أعلى أنحائه ، ومن كمال الوجود في أرفع المراتب. ولذلك لا يمكن أن يشوب وجوده وجوهره عدم أصلا. والعدم والضد لا يكونان الا فيما دون فلك القمر. والعدم هو لا وجود ما شأنه أن يوجد .

Sayfa 25