79

Dev Cüceler

أقزام جبابرة

Türler

فولولت أم جبرايل، فقال فتى: نخوة يا شباب، يا الله، امشوا إلى مغارة شير بنور. وبعد دقائق بلغوها فوجدوا أبا جبرايل منبطحا ببابها، يرن ويئن، وأفاق بعد إسعاف عنيف فخبر أن شابين لون وجههما أحمر، وشعرهما أصفر، وعيونهما مشقوقة بالطول، عزموا عليه، وحولوه بالقوة إلى المغارة ليحضر وليمة العرس، وصلب قبل أن يمد يده إلى الطعام فاختفى كل شيء.

فابتسم الشابان وقالا: صحيح، ونحن سمعنا أغنيات ما سمعنا مثلها.

واجتمع مجلس القرية صباح الأحد بعد القداس فقرروا جميعا أن استفحال أمر الجن ناتج عن أن القرية عندما انكسر جرسها بدلته بأكبر منه، فلم يدخل القبة حتى هدموا الأقواس التي يقوم عليها الصليب، فظلت القبة بلا صليب ... وقر الرأي على أن يرفعوا صليبا عاليا يشرف على قرارات أوديتهم.

ومضت سنوات لم يحسوا فيها أثر الجن، حتى كان أبو جبرايل يوما في قطعة أرض له عند النهر فيها مغارة تأخذ منها النساء حجر «الملحقاق» ليعملن المعاجن والقدور، رأى امرأة منبوشة الشعر فتأكد أنها جنية، فترصدها حتى دخلت المغارة، ثم أقبل يرشق وجهه بإشارات الصليب ويدهدي

17

الصخور برشاقة على بابها.

وصاحت المرأة صيحات رج لها النهر: دخيلك، أنا مرتا يا لحود، أنا مرتا يا بو جبرايل.

ولكن أبا جبرايل ظل يردم بخفة ويقول: لا مرتا ولا لحود، غشي غيري، ما انقطع جنسكم بعد يا محروقة الدين؟

وابتعد الصوت لكثرة ما أهال لحود على باب المغارة من حجارة وتراب، فاستهوى وتنهد ... وإذا بجرس الضيعة يدق، فتسمع وقال بعدما أبدى إشارات الرضى بهز جمع يده اليسرى: هذا جرس يقطع أثر الجن كلهم.

ابن عزرائيل

Bilinmeyen sayfa