1
فتخالها في صراح ونطاح، بيوت منثورة هنا وهناك تحف بها جنائن غناء تحدث الزنديق بنعمة ربه، وكرم الأرض وسخائها. وحسبه شهادة الطيور الآمنة، المسبحة في كل آن من منحها تلك الوكنات المطمئنة.
وإذا عرفت طبيعة الأرض أكبرت عزم الفلاح اللبناني، فقد فتت معوله تلك الصخور فاستحالت ترابا.
وإذا رأيت القيامة تقوم بين أبطال قصتنا اليوم على شبر أرض فلا تتعجب، فالأرض في لبنان عزيزة وخصوصا في الجبال. ليس في لبنان قرى يملكها واحد من الناس، فالأرض تكاد تكون موزعة بين اللبنانيين بالقسطاس والميزان، إذا استثنينا بعض الديورة.
التراب عزيز في هذا الجبل، فهو قشرة يكاد يبلغ قعرها المحراث، فإذا رأيت أبا فارس الذي نروي لك حكايته يبذل هذه الجهود الجبارة، فلا تقل: ما أتعس القروي اللبناني! إنه يفتش عن حفنة تراب . لا يا سيدي، إنه وإياك بألف خير، فجنينة ابو فارس تدر له آلاف الليرات من نقد اليوم، وإليك حكاية هذا الاقتصادي العنيف:
السماء تطش
2
والفعلة يزمجرون ويتبخترون في الخندق، لا تسمع إلا بب بب بب بب، معاول تشرئب لتنقض، سواعد مفتولة فتل شزر،
3
وأعضد منتفخة تكاد تخرج من الجلد، وألحاظ تنظر بغيظ مخلوط بتهديد إلى عين الشمس الملتفة بغلالة من الغيم.
Bilinmeyen sayfa