قومي نرجع، اكتمي السر ودبري أمورك، البنت من طبعها الحياء، قوي قلبك وكبري رأسك، لا تنساقي مثل النعجة ... خلاصك في يدك يا إسرائيل.
ولما اشتد الضغط على ست الإخوة دخلت على أبيها الذي ما عاق دفنه إلا بقية نفس تتردد بين الجلد والعظم، وهناك صرحت لوالدها بما في نفسها.
فألقى عليها والدها نظرة يأس، ثم اصطكت أسنانه، وقال بصوت كأنه آت من بعيد: البنات من صدور العمات، روحي يا بنتي، الله يستر عليك، نحن في غنى عن «صلاة فرنجية» ثانية ... بيتنا معود ...
ميلاد
- الضغط يولد الانفجار، انفجرت يا جماعة.
ثم أخذ يحدث نفسه عادا أصابع يده اليسرى: يا ميلاد، عش البقرة والعجل، ميلاد سرح العنزات.
1
ثم قال يقلد صوت أمه: ميلاد، بحياتك، تملي الجرة. وبعد سكتة كأنها تفكير انتفض وصاح: ما بقي إلا يا ميلاد كنس البيت، يا ميلاد غسل الصحون، يا ميلاد غسل الثياب، يا ميلاد اعجن، ويا ميلاد اخبز ... وأين الموت يا هو؟ ما عندي دقيقة أحك رأسي.
فتضاحكت أخته فروسينا، فانفجر غضبه وكشر عن نابه متهددا فتضاحكت وقالت له: الذي يسمعك تحكي يقول إنك خوري مرقص غرقان بين كتب اللاهوت والسرياني حتى ينسى غداه وعشاه. هذا شغل الفلاحين مثلنا يا عيوني، أنا قاعدة، وأين أمك؟ وأين أبوك وإخوتك؟ كلهم في الشغل.
وقع هذا الحديث في أذني الوالدة، فألقت عن كتفها حملة الحطب، ووقفت تتنصت، ثم دخلت وهي تتكلف الابتسام استرضاء لابنها ميلاد الساخط، فقال حين رآها: جاءت الجنية، حرمة ما لها دين، لا تستريح ولا تخلي أحدا يستريح.
Bilinmeyen sayfa