فتجهم وجه العمة وقالت: هذي إرادة الله فيه، تعب ساعة ولا كل ساعة، الله ساعد.
فاستنجدت ست الإخوة بما عندها من دلال وغنج وقالت لعمتها: الله، الله قال لك: ابقي عزبة يا عمتي!
فضحكت ست البيت وقالت: ليتك تقبريني ما أحلاك! ذكرتني أيام عزي. لا يا حبيبتي، الله ما قال لي لا تتزوجي، ولكن الناس. كل البلاء من الناس. - لا تضحكي علي ... كيف؟ بحياتك فهميني، الفخ منصوب قدامي.
فسكتت العمة وحدقت إلى بنت أخيها، فكادت أسرارها تنهض من أثلام وجهها، وفتحت فمها لتقول شيئا، ولكنها أطبقته، فغمرتها البنت بالقبل، فأبعدتها عنها بلطف، وقالت لها وعيناها تتغرغران بالدموع: قومي، روحي نزور القربان
9
ونرجع.
وهناك في ظل الكنيسة العتيقة التي كانت هيكلا لأدونيس منذ ألفي سنة، وقفت ست البيت واتسعت حدقتاها فبدت كنبي يوحى إليه، فضربت كفها على خد باب الهيكل وقالت بلهجة جندي يتحدث عن معركة ربحها هو: «لو كان لهذا الحيط لسان حكي وشهد! قصتي قصة عظيمة يا بنتي، كل من عرفوها صاروا في ديار البلى،
10
ما بقي منهم إلا واحد لا غير، هو أبوك. قصتي مثل قصتك تماما يا حبيبتي.
سمعت قول المثل: «عروس في الإكليل لا تعرف لمن تصير»؟ أنا صدقته بالفعل. اسمعي الخبر: كنت أحبه من كل قلبي، صدقيني إذا قلت لك: حبه معشش في عظامي. شب مثل السبع، طلعة أسد، ولفتة نمر، ما خلوني آخذه، قطعوا «التحليلة»
Bilinmeyen sayfa