عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
Türler
قال تعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظًا﴾ (١) فقد عبر بالمضارع "يطع" وهو الذى يقتضى الحال والمستقبل، وعبر بالماضى "أطاع" الذى يدل على الوقوع والتحقق، فمن أطاع رسوله ﷺ حالًا، فقد وقعت طاعته قبل ذلك طاعة لله تعالى، لأن الله تعالى هو الذى أرسله، وأمر بطاعته، لذا فمن أطاعه ﷺ، كان فى الحقيقة مطيعًا لمرسله قبل أن يطيعه ﷺ، ومن عصاه ﷺ، كان فى الحقيقة عاصيًا لمرسله قبل أن يعصيه ﷺ، لأنه ﷿ مرسله، وأوجب طاعته، وحرم معصيته (٢) .
وهذه الآية من أقوى الأدلة على أن الرسول معصوم في جميع الأوامر والنواهى، وفى كل ما يبلغه عن الله تعالى، لأنه لو أخطأ في شئ منها لم تكن طاعته طاعة لله ﷿ (٣) .
وأختم المطاف من الآيات الدالة على وجوب طاعة الرسول ﷺ طاعة مطلقة فيما يأمر به، وينهى عنه، بقوله ﷿: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (٤)
وهناك آيات كثيرة لم أتعرض لذكرها خشية الإطالة.
_________
(١) الآية ٨٠ النساء.
(٢) محبة النبى ﷺ وطاعته للدكتور خليل ملا خاطر ص٣٠٩.
(٣) شرح الزرقانى على المواهب ٨/٥٠٥.
(٤) الآية ٧ الحشر. وقد استدل بهذه الآية على أن ما جاء به النبى ﷺ حجة تجب طاعته فيه، ابن مسعود. ينظر: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب وما آتاكم الرسول فخذوه ٨/٤٩٨ رقم ٤٨٨٦، كما استدل بها أيضًا عمران بن حصين، ينظر: دلائل النبوة للبيهقى ١/٢٥، ٢٦، ومفتاح الجنة فى الاحتجاج بالسنة للسيوطى ص٢١، واستشهد بالآية أيضًا الإمام الشافعى على حجية قول الرسول وطاعته. ينظر: مناقب الإمام الشافعى لفخر الدين الرازى ص٣٠٤، والفقيه والمتفقه للخطيب ١/٤٤٥ رقم ٤٦٨.
1 / 57