ثمة رجل قطعت علاقتي به غير أنه كان يتبعني، وأخيرا أقنعني باحتساء الشاي معه في أحد المقاهي.
قال: «أعلم أنني جعلت من نفسي أضحوكة. أعلم أنك إذا كنت تكنين لي أدنى قدر من الحب، فإن هذا سيدمره.»
لم أنبس ببنت شفة.
ضرب السكرية بملعقته. «بم تفكرين عندما تكونين معي؟»
كنت أود أن أقول «لا أعرف.» لكنني بدلا من ذلك قلت: «أفكر كم أريد أن أبتعد عنك!»
نهض مرتعشا فسقطت ملعقته على الأرض.
وقال بنبرة مخنوقة: «لقد تحررت مني.»
كم كان هذا المشهد كوميديا ومرعبا، ومسرحيا وواقعيا في آن واحد. لقد كان يشعر بالحرمان الشديد، شأني تماما الآن، لكنني لم أرث لحاله، ولم أشعر بالأسف أنني لم أفعل.
11
راودني حلم جميل يبدو بعيدا كل البعد عن حالة اليقظة؛ كنت أنا وإكس وأناس آخرون لا أعرفهم - أو لا أستطيع أن أتذكرهم - نرتدي ملابس رياضية تحتية بريئة، تبدلت في مرحلة ما وتحولت إلى ملابس ناصعة البياض شفافة، واتضح أنها ليست ملابس وحسب بل جوهرنا نفسه، لحمنا وعظامنا، وبمعنى آخر أرواحنا. وحدث أن تعانقنا عناقا بدأ باندفاع كالمعتاد، لكنه تحول - بخفة جوهرنا وعذوبته - إلى حالة نادرة من الرضى والإشباع. لا أستطيع أن أصف الحلم وصفا وافيا؛ فهو أشبه برؤيا للجنة، رؤيا شديدة البراءة والتقليدية في مجملها. أعتقد أنه كان كذلك بالفعل. ولا أستطيع أن أعتذر عن الطبيعة التقليدية لأحلامي.
Bilinmeyen sayfa