Kıptiler ve Müslümanlar: Arap Fethinden 1922'ye

Jacques Tajir d. 1371 AH
92

Kıptiler ve Müslümanlar: Arap Fethinden 1922'ye

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Türler

وأبو النجاح هذا بالغ في محاباة النصارى على حساب المسلمين،

53

ويذكر لنا القلقشندي بعض التفاصيل التي تدل على أن الأقباط نسوا بسرعة الأسباب التي أدت إلى اضطهادهم في عهد الحاكم بأمر الهت، وكتب صاحب «صبح الأعشى» ما يأتي: «في أيام الآمر بأحكام الله الفاطمي بالديار المصرية، امتدت أيدي النصارى وبسطوا أيديهم بالخيانة وتفننوا في أذى المسلمين وإيصال المضرة إليهم، واستعمل منهم كاتبا يعرف بالراهب ولقب بالأب القديس الروحاني النفيس أبي الآباء وسيف الرؤساء، مقدم دين النصرانية وسيد البطريركية، صفي الرب ومختاره، وثالث عشر الحواريين، فصادر اللعين عامة من الديار المصرية: من كاتب وحاكم وجندي وعامل وتاجر، وامتدت يده إلى الناس على اختلاف طبقاتهم، فخوفه بعض مشايخ الكتاب بخالقه وباعثه ومحاسبه وحذره من سوء عواقب أفعاله، وأشار عليه بترك ما يكون سببا لهلاكه، وكان جماعة من كتاب مصر وقبطها في مجلسه، فقال مخاطبا ومسمعا للجماعة: «ونحن ملاك هذه الديار حرثا وخراجا، ملكها المسلمون منا وتغلبوا عليها واغتصبوها واستملكوها من أيدينا، فنحن مهما فعلنا بالمسلمين، فهو قبالة ما فعلوا بنا، ولا يكون له نسبة إلى من قتل من رؤسائنا وملوكنا في أيام الفتوح، فجمع ما نأخذه من أموال المسلمين وأموال ملوكهم وخلفائهم حل لنا، وهو بعض ما نستحقه عليهم، فإذا حملنا لهم مالا، كانت المنة لنا عليهم.»، فاستحسن الحاضرون من النصارى والمنافقين ما سمعوه منه واستعادوه.».

54

إذا لم نستطع أن نجزم بصحة هذه الرواية، فإننا نستطيع أن نؤكد أن ابن أبي النجاح كان مكروها من الشعب، وقتل فعلا سنة 523ه «1129م»، أما الخليفة فقد أحب شعبه ومات في السنة التالية مقتولا هو أيضا.

كيف نعلل العودة إلى التسامح الديني في عهد الآمر بأحكام الله؟ يرد المسيو فييت على ذلك قائلا: «هناك عدة فروض تتصل بهذا الأمر: فربما وجدنا في مصر رابطة تشبه الاتحاد المقدس الذي يعقب عادة النكبات الوطنية، ولقد نكب الشعب بسبب المجاعة التي حلت في عصر المستنصر، ويجب ألا ننسى أن التجارة والزراعة كانتا بين أيدي النصارى تقريبا، ويمكننا أن نفرض أيضا أن مبادئ الإسماعيلية التي انتشرت منذ عهد المستعلي، أغضبت عددا كبيرا من المسلمين وأبعدتهم عن حكومتهم، فنهج وزراء الآمر سياسة التوازن الطبيعية، ويبدو أنهم وجدوا عند النصارى الحظوة التي فقدوها عند غيرهم.».

55

وفي رأينا أن سياسة بدر الجمالي والأفضل شاهنشاه لم تكن غريبة عن هذا الجو المشبع بالعطف على النصارى، ومن المحتمل أيضا أن يكون الآمر قد أصدر، اطمئنانا للرأي العام الإسلامي، مرسوما يأمر فيه حكام الولايات بعدم إعفاء الذميين من الجزية حتى ولو كان الذمي من علية قومه، وعدم السماح له بإرسال جزيته عن طريق شخص آخر، حتى لو كان من أعيان أو رؤساء ملته، وإنما تؤخذ الجزية منهم مباشرة، إذلالا لهم وتمجيدا للإسلام والمسلمين، وأن يدفع جميع الذميين الجزية بدون تحقيق أو استثناء.

56

لولا الجملتان المهمتان اللتان يحويهما هذا المرسوم، لما كانت له قيمة تاريخية، ففي عهد الفاطميين، حظي النصارى بكل التسهيلات اللازمة لدفع الجزية حفظا لكرامتهم، كما أعفوا كلية في بعض الحالات من سداد هذه الضريبة، وفعلا، كيف يتصور وزيرا يهيمن على شئون الإمبراطورية الفاطمية بأسرها، ثم يقوم بنفسه لدفع جزيته؟ ولا شك أن هذا وضع قد يقلل من شأنه أمام مرءوسيه، فالوثيقة التي ذكرها ابن النقاش تلقي ضوءا على ناحية غامضة من التاريخ الإسلامي.

Bilinmeyen sayfa