Kıptiler ve Müslümanlar: Arap Fethinden 1922'ye
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
Türler
وهناك طابع آخر لازم الحكم العربي أثناء الفتوحات، في مصر وفي جميع البلدان التي احتلها العرب، ألا وهو افتقار الحكم إلى خطة مرسومة يسير عليها، فإن القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كانت تصدر حسب الظروف وتبعا لمقتضيات الحال، ويرجع السبب إلى أنه لم يكن في نية العرب أن يقيموا في تلك البلاد ولا أن يديروها، بل كانوا يهدفون إلى غرض واحد هو المحافظة على سلامة مؤخرة جيوشهم حتى يقوموا بفتوحات جديدة، ويحصلوا على المال الكافي لمتابعة أعمالهم العسكرية الجديدة.
وعلى كل حال، لم يحاول الجنود العرب الاختلاط بالشعوب المهزومة؛ لأن رؤساءهم كانوا يمنعونهم من هذا الاختلاط منعا باتا، وينقل لنا ابن عبد الحكم ما قاله الخليفة عمر في جيش الاحتلال العربي بمصر: «إني لا أحب أن ينزل المسلمون منزلا يحول الماء بيني وبينهم في شتاء ولا صيف.»،
7
ومعنى هذا أن الجنود يجب أن يحافظوا على صفاتهم الحربية، ولا يفكروا في أن يستقروا في البلاد.
وفعلا، إذا استثنينا الأوامر الخاصة بضمان تحصيل الضرائب وإرسال المال والقمح إلى شبه جزيرة العرب، لم نعثر على أي تدبير لزيادة ثروة البلاد الاقتصادية، «وقد أعيد حفر قناة «تراجان»
Trajan
ليس لمصلحة التجارة بقدر ما أعيد حفرها حتى يستطيع الغازي أن يرسل قمح مصر إلى البلاد العربية القاحلة عن طريق سهل وفي مدة قصيرة، ولكن ما لبث أن أهملت هذه القناة فاجتاحتها الرمال مرة أخرى في أوائل القرن الثامن وردمها حكام مصر بين سنتي 144 و145ه «761-762م» كي يمنعوا إرسال الأقوات إلى المدينة عندما أصبحت مصدرا للثورات.».
8
وقد أهملت الإصلاحات العامة إهمالا تاما، ولكن لما كان من اللازم الاستفادة من مياه النيل الغنية بالطمي الخصب، لا سيما أثناء الفيضان، فقد كان الحكام يسخرون السكان لتطهير القنوات وإعادة بناء الطرق والجسور مقابل إعفائهم من قسط من الضرائب يتناسب مع المهمة التي قاموا بها.
9
Bilinmeyen sayfa