Güvenilirlerin Sözleri
أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات
Araştırmacı
شعيب الأرناؤوط
Yayıncı
مؤسسة الرسالة
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٠٦
Yayın Yeri
بيروت
Türler
İnançlar ve Mezhepler
وَأَيْضًا قيل إِنَّه يلْزمهُم أَن تكون الذَّات علما وقدرة وحياة لثُبُوت خَصَائِص هَذِه الصِّفَات لَهَا فَإِنَّهُ قد تحقق فِي الْمَعْقُول أَن مَا يعلم بِهِ الْمَعْلُوم علم وَأَيْضًا فَهَذِهِ الصِّفَات لَا تقوم بِنَفسِهَا والذات قَائِمَة بِنَفسِهَا وَهُوَ جمع بَين النقيضين
وَأَجَابُوا بِأَن المُرَاد أنزلهُ وَهُوَ يُعلمهُ أَو أنزلهُ بِإِذْنِهِ وَأمره لِأَن مَا تعدى من الْأَفْعَال بِحرف الْبَاء فَإِن الدَّاخِلَة عَلَيْهِ يكون آلَة كضربت زيدا بِالسَّوْطِ وَأخذت المنديل بيَدي وَكَون الْعلم هُوَ الَّذِي نزل بِهِ لَا يتَصَوَّر إِذْ علمه تَعَالَى لَا ينْفَصل عَن ذَاته
والمناقشة فِي مثل هَذَا تطول وَتخرج عَن الْمَقْصُود وَالْمَقْصُود إِنَّمَا هُوَ الْإِشَارَة إِلَى أَن كل وَاحِد يَدعِي أَن الْحق بِيَدِهِ وَيُقِيم الدَّلِيل عَلَيْهِ كَمَا تقدم فنسكت نَحن عَن الْخَوْض فِي ذَلِك وَلَا نبحث فِي تَحْقِيقه فَإِنَّهُ بِدعَة ونفوض علمه إِلَى الله تَعَالَى وَلَا نكفر أحدا من أهل الْفرق بِمَا ذهب إِلَيْهِ واعتقده خُصُوصا مَعَ قيام الشُّبْهَة وَالدَّلِيل عِنْده فَإِن الْإِيمَان الْمُعْتَبر فِي الشَّرْع هُوَ تَصْدِيق الْقلب الْجَازِم بِمَا علم ضَرُورَة مَجِيء الرَّسُول بِهِ من عِنْد الله تَفْصِيلًا فِيمَا علم تَفْصِيلًا كالتوحيد والنبوة وإجمالا فِيمَا علم إِجْمَالا كالأنبياء السالفة وَالصِّفَات الْقَدِيمَة الَّتِي نطق بهَا الْقُرْآن
وَهَذَا هُوَ الْحق فَلَا نكفر بَقِيَّة الْفرق خلافًا لمن زعم من الْمُتَكَلِّمين أَن الْإِيمَان هُوَ الْعلم بِاللَّه وَصِفَاته على سَبِيل الْكَمَال والتمام فَبِهَذَا لَا جرم اقدم كل طَائِفَة على تَكْفِير من عداهُ من الطوائف لَكِن لَا بَأْس بالْقَوْل بتكفير بعض الغلاة من أهل الْبدع فَإِن من الْجَهْمِية من غلا حَتَّى رمى بعض الْأَنْبِيَاء
1 / 69