227

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Yayıncı

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Türler

المبحث السادس جواز المداراة في الدعوة إلى الله، وحرمة المداهنة:
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: المقصود من المداراة والمداهنة
مما لا شك فيه: أن الداعية سيتعرض إلى حالات محرجة، ومواقف صعبة، يحتاج فيها إلى حسن تصرف، وموازنة بين المصالح والمفاسد، ونظر ثاقب في عواقب الأمور.
لأجل هذا شرع الله ﷿ المداراة، وحرم في الوقت نفسه المداهنة.
والمداراة: هي التلطف بالمخطئ، وعدم مصارحته أو مفاجأته بحكم عمله، أو قوله، أو بالحكم عليه رجاء هدايته.
أو: هي جواز تأخير البيان من أجل التغيير، انتظار فرصة أفضل، إذا لم يترتب على التأخير مفسدةٌ أعظم. (١)
أو: هي تأخير بيان الحق دفعًا لمفسدة أكبر، أو طلبًا لمصلحة شرعية أعظم، دون أن يتضمن هذا السكوت تأييدًا لباطل، أو إبطالًا لحق، مع إنكار القلب في هذا كله، والعزم على الإنكار حين الاستطاعة، حسب المستطاع.
وهذا مما أباحه الإسلام، ومن الأدلة على ذلك ماروته عائشة ﵂: أن رجلًا استأذن على النبي ﷺ فلما رآه قال: «بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة» فلما جلس تطلّق النبي ﷺ في وجهه وانبسط

(١) راجع: لسان العرب، والنهاية لابن الأثير مادة: (درأ)، وفتح الباري (٩/ ٢٥٢).

1 / 229