183

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Yayıncı

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Türler

وقصة نساء الأنصار حين نزول آية الحجاب مشهورة.
فعن عائشة ﵂ قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأُول لما أنزل الله: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ﴾ [النور: ٣١]، شققن مُرُوطَهُنَّ (١) فاختمرن بها». (٢)
وكل هذه الاستجابات، كانت لسبق الإيمان الأحكام، ولو أنهم أمروا باجتناب المحرمات قبل الإيمان لما أطاعوا.
فقد قالت عائشة أم المؤمنين ﵂ ..: إنما نزل أول مانزل منه (أي القرآن) سورة من الُمفصَّل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل: لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدًا، لقد نزل بمكة على محمد ﷺ وإني لجارية ألعب: «بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر».، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده .. (٣) قال: «فأخرَجَتْ له المصحف فَأَمْلَتْ عليه آي السور».
فانظر إلى هذا التأصيل لهذه القاعدة من عائشة ﵂ ..
ولما رأى ابن عمر ﵁ إعراض الناس عن الأحكام، وعدم العمل بالقرآن -رغم حفظهم له- علَّلَ ذلك بمخالفة مضمون هذه القاعدة، وأن الأحكام سبقت عند هؤلاء الإيمان، فلم يعملوا بالأحكام حق العمل، فقال ﵁: «لقد عشنا بُرْهةً من دهرنا،

(١) * المرط: هو كساء (ثوب) للمرأة يصنع من صوف أو غيره، النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٣١٩).
(٢) رواه البخاري (٤٧٥٨، ٤٧٥٩)
(٣) رواه البخاري (٤٩٩٣).

1 / 185