158

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Yayıncı

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Türler

الإسلام: فخطابه لكسرى المجوسي، لم يكن كخطابه للنجاشي من أهل الكتاب، ورسائله أشهر من أن تسطر هاهنا. (١)
ومن أجمل ما يسطر هاهنا؛ مفارقة خطاب رسول الله ﷺ بين من في قلبه إيمان، وبين من خوي قلبه من الإيمان، وكان ذلك بين مادية سراقة، وإيمان عمر ﵄:
لما تبع سراقةُ بن مالك رسولَ الله ﷺ ساعة الهجرة إلى المدينة ليقبض مكافأة قريش ... فلما أدرك سراقةُ النبي طلب منه النبي ﷺ أن يعمي عنه، وله مكافأة مالية هي أقرب إلى الخيال -يومئذ- منها إلى الحقيقة .. قال له رسول الله ﷺ: «كأني بك قد لبست سواري كسرى». (٢)
ودخل عمر على رسول الله ﷺ. وقد أثّرت الحصير في جنبه فبكى عمر، فقال رسول الله ﷺ: «ما يبكيك؟» فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله! ! !
فقال له رسول الله ﷺ: «أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة». (٣)
فجواب رسول الله ﷺ الأول لسراقة، اختلف اختلافًا كبيرًا عن جوابه لعمر .. فالأول كان وعدًا بالدنيا .. والآخر وعدًا بالآخرة .. فلماذا اختلف الخطاب؟ ! ولماذا لم يقل لسراقة ستُسْلم وستكون لك الجنة ...

(١) راجع السيرة لابن هشام (٤/ ٣٣٠ وما بعدها)، وزاد المعاد لابن القيم (٣/ ٦٨٨ وما بعدها).
(٢) أورده ابن حجر في الإصابة (٣/ ٤١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٣٥٧، ٣٥٨).
(٣) رواه البخاري (٤٩١٣)، ومسلم (١٤٧٩).

1 / 160