ثم قتله المسلمون بعد ذلك، ولهم أحاديث لا يحتمله هذا الموضع، وكانت ولايته اثنا عشر سنة إلا ثمانية [24-ج ]أيام، وقيل هي كاملة، وقيل قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وقيل: خمس وسبعين وقيل ابن ثلاث وستون، وقيل ابن ست وثمانون.
وهو: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.
تمت ينادي القوم بعده يا علي
إن لم نقم تقل كهذا والعلى
فقام مولاهم أخو المختار ... قم مسرعا فإنك المولى الوصي
كأنهم لم يسمعوا قول النبي
قسيمة في منتهى الأنوار
وهو قسيم جنة ونار
عن كبد مجروحة مريضة
وقوة بظلمهم مهيضة
فهذه قضية الخلاف ... وأكرم الإخوان والأنصار
ومقلة عن جفنها غضيضة
وفتنة طويلة عريضة
فانظر إليها نظر الإنصاف
فهذه قضية الخلاف ... فانظر إليها نظر الإنصاف
وأنح عن التقليد للأسلاف ... واسمع إلى حقيقة الأوصاف
ولما قتل عثمان بن عفان صار الناس حيارى مختلفين في أمورهم وآرائهم.
وروى الطبري في تاريخه بعد قتل عثمان اختلف الناس في المدينة، ولما اجتمع أهل المدينة قال لهم أهل مصر: أنتم أهل الشورى وأنتم تقودون الإمامة، وأمركم جائز على الأمة، فانظروا رجلا تنصبونه ونحن لكم تبع، فقال الجمهور: علي بن أبي طالب نحن به راضون، ثم ذكر عن محمد، وطلحة قالا: فقالوا لهم: دونكم يا أهل المدينة فقد أجلناكم يومكم، فوالله لئن لم يقزعوا ليقتلن غدا عليا، وطلحة، والزبير وأناسا كثيرا.
فغشي الناس عليا فقالوا: نبايعك، وقد ترى ما نزل بالإسلام، وما ابتلينا به من بين القرى فطاوعهم عليه السلام فبايعه الناس.
وروى الأسود بن بريد قال لما بويع علي عليه السلام على المنبر منبر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -وقف خزيمة بن ثابت الأنصاري بين يدي المنبر وقال:
إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا
وجدناه أولى بالناس إنه
فان قريشا ما يشق غباره ... أبو حسن مما نخاف من الفتن أطب قريش بالكتاب وبالسنن
Sayfa 52