ولما انصرف المسلمون المضربون لحقهم رسول بكتاب من عثمان إلى عبد الله بن سعد بن أبي السرح، عامله على مصر وانظر فلانا وفلانا لرجال من خيار المسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من التابعين فإذا قدموا عليك فاقتل فلانا، واصلب فلانا، واقطع يد فلانا، ومنهم من أمر بحلق لحيته فلقوا رسوله فأخذوه فسألوه أين يريد فقال: مصر قالوا هل معك كتاب فقال لا ففتشوه فإذا معه الكتاب فيه ضربهم وقتلهم، فرجعوا إلى المدينة ونزلوا بذي خشب فلما رأى عثمان أنهم نزلوا به أرسل إلى علي عليه السلام يناشده الله لما كفهم عنه، ولم يزل يطلب إليه فإنه يتوب في ثلاثة أيام من كل ذنب، ويقيم كل حد فإن لم يفعل فدمه مباح، وكتب علي عليه السلام كتابا بذلك، وأجله القوم ثلاثا فلم يصغ شيئا، وسار عمرو بن حزم الأنصاري إلى ذي خشب فأخبرهم أنه لم يصنع شيئا فقدموا فأرسلوا إليه، ألم تزعم لنا أنك تتوب، قال: بلى.
قالوا: فما هذا الكتاب الذي كتبته فينا.
قال: لا علم لي به.
قالوا: بريدك وجملك، وكتاب كاتبك.
قال: الجمل مسروق والخط قد يشبه الخط، والختم قد ينقش عليه، قالوا: لا نأخذ به إن أقمت الحدود، ورددت المظالم، وعزلت المنافقين، فأبى، قالوا: فاعتزلنا فإن أمرنا ليس بميراث ورثته عن آباءك، فقال: ما أنا بالذي أنزع سربالا كسانيه الله، فأبى فمحصوره أربعين ليلة رجاء توبته.
وروينا من كتاب نهج البلاغة أن عليا عليه السلام قال لعبد الله بن عباس وقد جاءه برسالة من عثمان بن عفان، وهو محصور سأل فيها الخروج إلى ماله ينبع ليقل: هتف الناس باسمه بالخلافة بعد أن كان سأله قبل ذلك.
فقال: يا ابن عباس ما يريد عثمان أن يجعلني جملا ناضحا بالغرب - أقبل وأدبر بعث إلي أن قدم بما بعث إلى أن أخرج ثم هو إلى أن يبعث إلى أن أخرج، والله لقد دفعت عنه حتى لقد خشيت أن أكون آثما (تم كلامه عليه السلام ).
Sayfa 51